قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "طَعَامُ الإِثْنَيْنِ كَافِي الثَّلَاَثةِ، وَطَعَامُ الثَّلاَثةِ كَافِي الأرْبَعَةِ ".
ــ
والتقشف، وأعرض عن كل ما في هذه الدنيا من ملاذ الحياة ومظاهر الترف والنعيم، فلم يتناول الأطعمة الشهية، ولا أكل على الموائد الفاخرة، ولا استعمل الكوامخ والمشهيات وإنما قنع من الطعام بلقيمات يقمن صلبه، لا تحريماً منه - صلى الله عليه وسلم - (١) لملاذ الحياة وطيباتها، وإنما ترك ذلك زهداً وإيثاراً للحياة الباقية، وفي هذا دليل واضح على أن الزهد سلوك فاضل من هدى النبيين والصديقين وقد كان - صلى الله عليه وسلم - إمام الزاهدين وقدوتهم لم يترك الدنيا اضطراراً، بل كان في إمكانه أن ينال ما يشاء، ويحصل على ما يريد ولكنه آثر أن يكون عبداً رسولاً، وقال لعمر حين قال له:" ادع الله فليوسع على أمتك فإنّ فارس والروم قد وسّع عليهم، وهم لا يعبدونه " أولئك قوم عجّلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا. أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة " متفق عليه. الحديث: أخرجه أيضاً الترمذي والنسائي وابن ماجة. والمطابقة: في قول أنس رضي الله عنه: " ولا خُبزَ له مرقَّق ".
٩٣٠ - " باب طعام الواحد يكفي الإثنين "
١٠٧٧ - معنى الحديث: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " طعام الاثنين كافي الثلاثة " أي أن الطعام الذي يشبع الإثنين يشبع الثلاثة إذا اجتمعوا عليه، وفي رواية أخرى عن جابر رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "طعام الواحد يكفي
(١) قال ابن بطال: أكل المرقق جائز مباح، ولم يتركه - صلى الله عليه وسلم - إِلا زهداً في الدنيا وإيثاراً لما عند الله.