للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٩٤ - " بَابُ فضلِ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) "

١٠٤٠ - عنْ أبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:

ــ

نبع الماء من بين أصابعه، وهي أبلغ من معجزة موسى، لأن نبع الماء من الصخر أمر مشاهد مألوف، أما نبع الماء من بين اللحم والعظم والأصابع فإنه لا يخطر على البال، ولكن معنى قوله: " وإنما كان الذي أوتيته وحياً " أن معجزة القرآن أعظم معجزاته - صلى الله عليه وسلم - لأن تلك المعجزات لا يعرفها إلاّ من عاصرها أما القرآن فإنّه العجزة الدائمة الباقية إلى يوم القيامة يعرفها ويراها ويقرأها كل من أرادها، ويستدل بها على صدقه - صلى الله عليه وسلم - وصحة رسالته - صلى الله عليه وسلم - " فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً " أي وبما أني قد أعطيت هذه المعجزة العظمى، وهي هذا الكتاب الخالد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فإني أرجو أن يقرأه الناس على مر العصور، فيدخلوا في دين الله أفواجاً، فأكون أكثر الأنبياء أتباعاً.

فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: أن من فضائل القرآن كونه المعجزة الخالدة لنبينا - صلى الله عليه وسلم - في جميع العصور والأزمان، ولهذا اقتصر على ذكره في هذا الحديث، حتى كأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأت بمعجزة أخرى سواه، لا لأنه - صلى الله عليه وسلم - لم يأت بمعجزات أخرى غيره، ولكن لأن تلك المعجزات لا تأثير لها إلاّ في زمنه - صلى الله عليه وسلم -، أما هذه المعجزة فإنها يستدل بها على صدق رسالته - صلى الله عليه وسلم - مدى الحياة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ثانيأ: كثرة أتباع نبينا - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً ". الحديث: أخرجه الشيخان والنسائي. والمطابقة: في كونه يدل على أن القرآن أعظم المعجزات على الإِطلاق وهذا من أشرف فضائله ومزاياه.

٨٩٤ - " باب فضل (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) "

١٠٤٠ - معنى الحديث أن الصحابة رضي الله عنهم سمعوا النبي

<<  <  ج: ص:  >  >>