أنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وقَفَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ بِمِنىً لِلنَّاسِ يَسْألونَهُ، فجَاءَهُ رَجُل فقالَ: لمْ أشْعُرْ، فَحَلَقْتُ قبلَ أنْ أذْبَحَ؟ فَقَالَ: اذْبَحْ ولا حَرَجَ. فجاءَ آخَرُ فَقَالَ: لمْ أشْعُرْ فنَحَرْتُ قَبْلَ أن أرْمِيَ فَقَالَ: ارْمِ ولا حَرَج.
فما سُئِلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ شَيءٍ قُدِّمَ ولا أُخِّرَ إلَّا قَالَ: افْعَلْ وَلا حَرَج ".
ــ
علوم الشريعة، لأنّه نَهِلَ من ذلك اللبن الذي شرب منه النبي - صلى الله عليه وسلم - فدل ذلك على اختصاصه وامتيازه بقدرٍ زائدٍ من العلم، والله أعلم. الحديث: أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي. والمطابقة: في كونه - صلى الله عليه وسلم - فسر اللبن الذي بقي منه بالعلم، فدل ذلك على فضل العلم.
٥٢ - " باب الفتيا وهو واقف على الدابة وغيرها "
٦٦ - معنى الحديث: يحدثنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه " أي وقف - صلى الله عليه وسلم - على راحلته عند الجمرة بعد الزوال من يوم النحر في ذلك المشهد العظيم والجم الغفير يسأله الحجاج ويستفتونه فيما يحتاجون إليه من أحكام الحج، " فجاءه رجل فقال: لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح " أي غفلت ونسيت فخالفت الترتيب بين المناسك، فقدمت الحلق على الذبح " فقال: اذبح ولا حرج " أي لا إثم عليك ولا دم، " فجاء آخر فقال: لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي " جمرة العقبة " قال: ارم ولا حرج، فما سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -