للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٤٤ - " بَاب من يُجْرَحُ في سَبِيلِ اللهِ عزَّ وَجَلَّ "

٨٤٧ - عَنْ أبي هرَيرةَ رَضِيَ الله عَنْه:

أنَّ رَسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: " والَّذِي نَفْسِي بِيَده لا يكْلَمُ أَحَدٌ في سَبِيلِ اللهِ -وَالله أَعْلَم بِمَنْ يُكْلَمُ في سَبِيلِهِ- إلَّا جَاء يَوْمَ الْقِيَامَةِ والَّلْون لَوْن الدَّمَ والرِّيْحُ رِيْحُ الْمِسْكِ " (١).

ــ

أو يزيد ثواب هذه المشاركة اليسيرة على ثواب من امتلك الدنيا بأسرها وأنفقها في سبيل الله. الحديث: أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي.

فقه الحديث: دل هذا الحديث على عظيم فضل الجهاد، والترغيب في المساهمة فيه بأي مشاركة ولو قليلة، لأن المشاركة اليسيرة تعدل الدنيا بأسرها، والمطابقة: في كون الترجمة جزءاً من الحديث.

٧٤٤ - " باب من يجرح في سبيل الله عز وجل "

٨٤٧ - معنى الحديث: أقسم النبي - صلى الله عليه وسلم - بربه وخالقه المالك لروحه المتصرف فيها كيف يشاء على أنه ما من أحد يجرح وهو يقاتل حقيقة لإعلاء كلمة الله ونصرة دينه، لا لقومية ولا عصبية " إلا جاء يوم القيامة اللون لون الدم والريح ريح المسك " أي أن دمه الزكي وان كان يشارك الدماء في لونها إلا أنه تفوح منه رائحة المسك. قال القسطلاني: والظاهر أن الذي يجيء يوم القيامة وجرحه يتصبب من فارق الدنيا وجرحه كذلك، وقوله: " والله أعلم بمن يكلم في سبيله " جملة معترضة بين المستثنى منه والمستثنى، قال القسطلاني: ومعناه والله أعلم تعظيم شأن من يكلم في سبيل الله ويجوز أن يكون تتميماً وتنبيهاً على الإِخلاص في الغزو، وأن الثواب المذكور لمن


(١) وقد ثبت ذلك في الدنيا وظهر للناس، وتواترت الأخبار أن دماء الشهداء الأفغان تفوح مها رائحة المسك. أهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>