سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:" بَيْنَا أنا نَائمٌ أتِيْتُ بِقَدَحٍ مِنْ لَبَنٍ فَشَرِبْتُ حَتَّى إِنِّي لأرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ في أظْفَارِي، ثُمَّ أعطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ " قَالُوا: فَمَا أولْتَهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:" الْعِلْمَ ".
ــ
٥١ - " باب فضل العلم "
٦٥ - معنى الحديث: يقول ابن عمر رضي الله عنهما " سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " بينا أنا نائم أتيت بقدح من لبن " أي رأيت في أثناء نومي شخصاً جاءني بقدح من لبن " فشربت حتى اني لأرى الري يخرج في أظفاري " أي فشربت وارتويت كثيراً حتى صرت كأني أرى اللبن بعيني يخرج من أصابعي، ويسيل على أظفاري من شدة الري، فالري هنا المراد به اللبن على سبيل الاستعارة " ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب " أي أعطيته ما تبقى مني فشربه " دلوا: فما أولته؟ قال العلم " (١) أي فسرت اللبن بالعلم، لأن العلم كما قال القاري: يصور في ذلك العالم الروحاني بصورة اللبن، بمناسبة أن اللبن أول غذاء البدن وسبب صلاحه، والعلم أول غذاء الروح وسبب صلاحها.
ويستفاد منه ما يأتي: أولاً: فضل العلم وشرفه. وأهميته بالنسبة للإِنسان، لأنه أفضل غذاء لروحه، كما أن اللبن أفضل غذاء لبدنه. ولأنه ميراث النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي تبقى لنا من بعده، ولذلك فُسِّر به اللبن الذي تبقى منه وشربه عمر رضي الله عنه. ثانياً: فضل عمر رضي الله عنه وتفوقه في