عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:" يُقْبَضُ الْعِلْمُ وَيَظْهَرُ الْجَهْلُ وَالْفِتَنُ، ويَكْثُرُ الْهَرْجُ، قيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْهَرْجُ؟ فقَالَ: هَكَذَا بِيَدِه فَحَرَّفَهَا، كأنَّهُ يُرِيدُ الْقَتْلَ.
ــ
عن شيء قدم ولا أخر إلاّ قال: افعل ولا حرج" أي لا إثم ولا دم عليك. ويستفاد منه يأتي: أولاً: جواز سؤال العالم راكباً أو ماشياً أو واقفاً، وهو ما ترجم له البخاري لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن المناسك وهو راكب على بعيره. ثانياًً: أن الترتيب بين أعمال يوم النحر (١) سنة لا واجب، وسيأتي تفصيله في الحج. ثالثاً: أنه يستحب لمن يتصدى للفتوى أن يتحرى الأماكن العامة الحافلة بالناس، ليتمكن من أداء واجبه على الوجه الأكمل. الحديث: أخرجه الشيخان والترمذي والنسائي وابن ماجة. والمطابقة: في قوله " إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقف في حجة الوداع للناس يسألونه ".
٥٣ - " باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس "
٦٧ - معنى الحديث: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - " يقبض العلم " أي من علامات الساعة أن يرفع العلم بموت العلماء "ويظهر الجهل والفتن " التي تصيب الناس في دينهم حتى يصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر " ويكثر الهَرْج " بسكون الراء " قيل: يا رسول الله وما الهرج؟ فقال: هكذا يده فحرفها " أي حركها " كأنه يريد القتل " أي فلما سئل - صلى الله عليه وسلم - عن معنى الهرْج حرك يده - صلى الله عليه وسلم - كالضارب يشير بذلك إلى أن معناه القتل