للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

" أبواب الكسوف "

الكسوف والخسوف: ظاهرتان غريبتان مغايرتان للأحوال العادية خارقتان للسنن الكونية، تظهر إحداهما في الشمس والأخرى في القمر، وقد كثر استعمال الأولى في الشمس والثانية في القمر في لغة العرب (والكسوف لغة) التغير إلى السواد، يقال: كسفت الشمس إذا اسودت (والخسوف لغة) الذهاب، يقال: خسف القمر إذا ذهب ضوءه. والمراد بهما شرعاً: احتجاب ضوء الشمس، أو ذهاب نور القمر، لسبب من الأسباب التي يخلقها الله فيهما، لفترة محدودة من الزمن، وفي الحديث: " الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد، ولكنهما خَلقان من خلقه، وإن الله تعالى يحدث في خلقه ما شاء وإن الله عز وجل إذا تجلى لشيء من خلقه يخشع له " أخرجه النسائي والطحاوي. قال ابن القيم: إسناد هذه الرواية لا مطعن فيه، ورواتها ثقات حفاظ، لكن لعل هذه اللفظة: يعني " إن الله إذا تجلى لشيء من خلقه يخشع له " مدرجة من بعض الرواة. قال السبكي: وهو لا يتنافى مع ما قاله الفلاسفة من أن خسوف القمر يتوسط الأرض بينه وبين الشمس، فإذا وقع القمر في ظل الأرض انقطع عنه نور الشمس فإنه لا يبعد أن يكون ذلك في وقت تجليه سبحانه وتعالى، فالتجلي سبب لكسوفهما. اهـ. بتصرف من شروح " سنن النسائي " (١).


(١) كما أفاده في " فيض الباري على صحيح البخاري ".

<<  <  ج: ص:  >  >>