للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٧٨ - " بَابُ قَولِهِ تعالى (لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ) "

١٠٢٤ - عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن مَسْعُود رَضِيَ اللهُ عَنْه قَالَ:

" كُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - ولَيْسَ مَعَنَا نِسَاء، فَقُلْنَا: ألا نَخْتَصِي؟ فَنَهَانَا عَنْ ذَلِكَ، فَرَخَّصَ لَنَا بَعْدَ ذَلِكَ أنْ نَتَزَوَّجَ الْمَرْأةَ بالثَّوْبِ، ثُمَّ قَرَأ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ) ".

ــ

من ذلك فقد كذب عليه.

٨٧٨ - " باب قوله تعالى: (لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ) "

١٠٢٤ - معنى الحديث: يقول ابن مسعود رضي الله عنه: " كنا نخرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس معنا نساء فقلنا: ألا نختصي؟ فنهانا عن ذلك " أي كنا نخرج إلى الغزو مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فنفارق نساءنا فنعاني كثيراً، فسألنا النبي - صلى الله عليه وسلم - واستأذناه في الاختصاء " فنهانا عن ذلك " لا فيه من القضاء على شهوة الجنس، وتعطيل النسل الذي يتوقف عليه بقاء النوع الإنساني، " فرخص لنا بعد ذلك أن نتزوج المرأة بالثوب " أي وأباح لنا نكاح المتعة، وقد كان ذلك مشروعاً، ثم نسخ في آخر حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - " ثم قرأ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ) " ومعنى هذه الآية الكريمة أن الله نهى المؤمنين عن تحريم ما أحل الله لهم من طيبات هذه الحياة سواء كانت من المأكولات، أو الملبوسات أو المشروبات المباحة، أو المنكوحات المشروعة، ونهاهم أن يتخذوا من الأسباب ما يحول بينهم وبين الرغبة في النساء، من الاختصاء وغيره، وحرّم عليهم ذلك لما فيه من القضاء على التناسل الذي يتوقف عليه بقاء النوع الإِنساني في هذه الأرض وهو جريمة تتعارض مع شريعة الله في المحافظة على النسل، فإن

<<  <  ج: ص:  >  >>