أنَّ الْمَسْجِدَ كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَبْنِيَّاً باللَّبِنِ، وَسَقْفُهُ الْجَريدُ، وَعُمُدُهُ خَشَبُ النَّخْلِ، فَلَمْ يَزِدْ فِيهِ أبو بَكْرٍ شَيْئاً، وزَادَ فيهِ عُمَرُ وَبَنَاهُ عَلى بُنْيَانِهِ في عَهْدِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - باللَّبِنِ وَالْجَرِيدِ وأعادَ عُمُدَهُ خَشَباً، ثُمَّ غَيَّرَهُ عُثْمَانُ فَزَادَ فِيهِ زِيَادَةً كَثِيرةً، وبَنَى جِدَارَهُ بالحِجَارَةِ المَنْقُوشَةِ والْقَصَّةِ، وَجَعَلَ عُمُدَهُ مِنْ حِجَارَةٍ مَنْقُوشَةٍ، وَسَقَفَهُ بالساجِ.
ــ
لها سبب، كتحية المسجد فإنّها تصلى في أوقات النهي. قال الحافظ: وهو الأصح عند الشافعية، وذهب قوم إلى تخصيص الأمر بتحية المسجد بغير الأوقات المنهي عنها، وقالوا: لا تصلى النافلة في أوقات النهي مطلقاً سواء كانت تحية المسجد أو غيرها، وهو قول الحنفية والمالكية. وقال الشوكاني: الأولى للمتورع ترك دخول المسجد في أوقات الكراهة. اهـ. والمطابقة: في كون الترجمة من، لفظ الحديث نفسه.
٢٠٠ - " باب بنيان المسجد "
٢٤٠ - معنى الحديث: يحدثنا ابن عمر رضي الله عنهما " أن المسجد كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أي في زمنه - صلى الله عليه وسلم - " مبنياً باللبن " أي كانت جُدْرانه مبنية من اللبن - بفتح اللام وكسر الباء، وهو ما يصنع من الطين اللَّيِّن، ويجفف بالشمس " وسقفه الجريد، وعمده خشب النخل " أي من جذوع النخل المقطوعة من الحائط الذي بني فيه المسجد، حيث أمر - صلى الله عليه وسلم - كما في رواية أخرى بقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، فصفوا النخل قبلة المسجد - أي جعلوا جذوع النخل سوارى