فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: جواز ظهور الحزن على الوجه لأنه أمر طبيعي لا قدرة للمرء على دفعه، وقد جلس النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرف الحزن في وجهه كما في الحديث وإنما الذي يحرم هو رفع الصوت بالبكاء، ولذلك أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - باسكات نساء جعفر رضي الله عنه. ثانياً: مشروعية الجلوس لتقبّل العزاء كما ترجم له البخاري لقولها: " جلس يعرف فيه الحزن ".
والمطابقة: في قولها رضي الله عنها: " جلس يعرف فيه الحزن ".
٤٤٠ - " باب من لم يظهر حزنه عند المصيبة "
٥١٤ - معنى الحديث: يقول أنس رضي الله عنه: " مات ابن لأبي طلحة رضي الله عنه " وهو أبو عمير الذي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يداعبه بقوله:" يا أبا عمير ما فعل النغير "" فلما رأت امرأته أنه قد مات هيأت شيئاً " أي أحضرت طعاماً شهياً ولبست وتهيأت لزوجها " ونحته في جانب البيت " أي وغسلت ابنها، وكفنته، وأخفته في جانب من البيت لئلا يراه، " فلما جاء أبو طلحة قال: كيف الغلام؟ قالت: قد هدأت نفسه وأرجو أن يكون قد استراح " أي قد سكنت روحه عن الحركة في جسمه واستراح من مرضه بالموت. فظن أبو طلحة أن الصبي قد تحسنت صحته، وسكنت