للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧٦٠ - " بَابُ التَّحرِيضِ على الرَّميْ "

٨٦٣ - عن أبي أسَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ بَدْرٍ حينَ صَفَفْنَا لِقُرَيْشٍ وَصَفُّوا لَنَا: " إِذَا أكثَبُوكُمْ فَعَلَيْكُمْ بالنَّبْلِ ".

ــ

٧٦٠ - " باب التحريض على الرمي "

٨٦٣ - معنى الحديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في غزوة بدر لأصحابه حين قام بترتيبهم، وتنظيم صفوفهم " إذا أكثبوكم " أي إذا دنوا منكم " فعليكم بالنبل " أي فارموهم بالسهام. والمعنى: إذا قاربوم بحيث تنالهم السهام، فعليكم أن ترموهم بها.

فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: التحريض على الرمي والحثّ عليه بأي وسيلة من وسائله، سواء كان ذلك بالسهام كما في العصور السالفة، أو بالرصاص والقذائف النارية والقنابل اليدوية كما في العصر الحديث، لأن الرمي أحد عناصر القوة التي أمرنا الله تعالى بها في قوله عز وجل: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) ويفسر في كل عصر بحسب ذلك العصر، وما جد فيه من آلات حربية، وهو ما ترجم له البخاري. ثانياً: المحافظة على الذخيرة الحربية (١)، واستعمال السلاح المناسب في الوقت المناسب، فإنه إنما أمرهم بالرمي عند القرب فقط أنهم إذا رموهم على بعد قد لا تصيبهم السهام، فتضيع دون فائدة، فاستبقاؤها أولى، وليس المراد بالقرب التلاحم الذي لا ينفع فيه إلاّ السلاح الأبيض، وهو السيوف. والمطابقة: في قوله: " إذا أكثبوم فعليكم بالنبل ". الحديث: أخرجه البخاري وأبو داود.


(١) وعدم تضييعها دون فائدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>