أنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:" إذَا نُودَيَ للصَّلَاةِ أدْبَرَ الشيطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حتَّى لَا يَسْمَعَ التَّأذِينَ، فَإِذَا قُضِيَ النِّدَاءُ أقْبَلَ، حَتَّى إذَا ثُوِّبَ بالصلَاةِ أدْبَرَ، حَتَّى إذا قُضِيَ التَثْوِيبُ أقبَلَ، حتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ، يَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا، اذكُرْ كَذَا، لِمَا لَمْ يَكُنْ، يَذْكُرُ، حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لا يَدْرِى كَمْ صُلى ".
ــ
في أول الأذان، وشفع بقية ألفاظه، وترجيع الشهادتين. ثانياً: دل هذا الحديث على إفراد الإقامة عدا التكبير، ولفظ " قد قامت الصلاة " فإنّه يشفع، وهو مذهب الجمهور، وذهب مالك إلى إفرادها كلها بما فيها لفظ الإقامة، لما في الرواية الأخرى عن أنس قال:" فأمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة " هكذا أخرجه البخاري دون استثناء وذهب أبو حنيفة إلى شفع الإقامة كلها، والله أعلم.
٢٥١ - " باب فضل التأذين "
٢٩٧ - معنى الحديث: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إذا نودي للصلاة " أي إذا أذن المؤذن لإحدى الصلوات الخمس " أدبر الشيطان " أي هرب الشيطان وأعطى المؤذن ظهره، لأنّه لا يطيق سماع الأذان، " وله ضراط " الواو واو الحال، أي حال كونه له ضراط، وإنما يفعل ذلك من شدة ثقل الأذان (١) عليه، كما يقع للحمار الهزيل عندما يحمل حملاً ثقيلاً، وقيل: يفعل ذك متعمداً لئلا يسمع الأذان، كما يدل عليه قول الراوي: "حتى لا يسمع