٩٢٩ - عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضي اللهُ عَنْهُ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهَ - صلى الله عليه وسلم - يَقولُ:" أنا أَوْلَى النَّاسِ بابْنَ مَرْيَمَ، والأَنْبِيَاءُ أوْلَادُ عَلَّاتٍ، لَيْسَ بَيني وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ ".
ــ
" خير نسائها مريم " فإن الخيرية تدل على الاصطفاء المذكور في الآية التي ترجم بها البخاري، والله أعلم.
٨٠٥ - " باب قول الله تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا) "
٩٢٩ - معنى الحديث: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - " أنا أولى الناس بابن مريم " أي أنا أقربهم إلى عيسى عليه السلام وأعظمهم له حباً، وأعلمهم بقدره ومنزلته، ولكن مع ذلك لا أقول عيسى بن الله كما قالت النصارى، وإنما أقول هو عبد الله ورسوله كما نطق بذلك في المهد فقال:" إني عبد الله "" والأنبياء أولاد علات " بفتح العين وتشديد اللام، قال العيني: وهم الإِخوة لأب من أمهات شتى. كما أن الإخوة من الأم فقط أولاد أخياف، والأخوة من الأبوين أولاد أعيان. ومعناه أن أصول الأديان السماوية التي جاء بها الأنبياء واحدة، وفروعها مختلفة متعددة. الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: أن نبينا محمداً - صلى الله عليه وسلم - أعلم بقدر المسيح، وأشد له حباً من النصارى الذين يزعمون أنه ابن الله، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، ولكنه لا يقول فيه إلاّ كلمة الحق، وهي أنه عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم الخ. ثانياًً: أن الأديان السماوية متفقة