عَنَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:"رَأى عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ رَجُلاً يَسْرِقُ، فَقَالَ لَهُ: أسَرَقْتَ؟ قَالَ: كَلَّا وَاللهِ الذِي لَا إلَهَ إِلَّا هُوَ، فَقَالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِاللهِ وَكَذَّبْتُ عَيْني".
ــ
على أصول الإيمان، من الإيمان بالله، وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، والمحافظة على حقوق الإنسان وإن كانت مختلفة في أحكامها الفقهية. والمطابقة: في كون الحديث يتعلق بعيسى الذي انتبذت به أمه مكاناً شرقياً.
٩٣٠ - معنى الحديث: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " رأى عيسى بن مريم رجلاً يسرق " أي شاهده بعينه وهو متلبس بالسرقة، " فقال له: سرقت " أي فأنكر عليه وقال له: لقد ارتكبت يا هذا جريمة السرقة، واقترفت كبيرة من الكبائر " قال: كلا والله الذي لا إلا هو " أي فأنكر الرجل، ونفى عن نفسه السرقة بشدة، وأكد ذلك بالقسم " فقال عيسى: آمنت بالله وكذبت عيني " أي صدقت من حلف بالله، وكذبت ما ظهر لي من كون ما أخذه هذا الرجل سرقة لاحتمال أنه أخذ شيئاً له فيه حق، أو أخذ مالاً أذن له فيه صاحبه. الحديث: أخرجه الشيخان. والمطابقة: في كون الحديث يتعلق بعيسى.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: فضل المسيح عليه السلام وشدة تعظيمه لله. ثانياًً: درء الحدود بالشبهات، لأن عيسى تراجع عن حكمه على الرجل بالسرقة لما ظهرت له بعض الشبهات والاحتمالات. ثالثاً: أن القاضي لا يحكم بعلمه، وإنما يحكم بالبينة أو اليمين، وهو مذهب الحنابلة، والراجح عند المالكية، وأجازه الشافعية في غير الحدود.