للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٣٠ - " بَابُ فَضل مَنْ بَات عَلى الوُضُوءِ "

١٥٦ - عَنِ البَرَاءِ بْنِ عِازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ:

قَالَ لِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا أتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثمَّ اضْطَجِعْ علَى شِقِّكَ الأيْمَنِ ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ وَجْهِي إليْكَ، وفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وألجَأتُ ظَهْرِي إليْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إليْكَ، لا مَلْجَأ ولا مَنْجَا مِنْكَ إلَا إِلْيكَ، اللَّهُمَّ آمْنتُ بِكِتَابِكَ الَّذي أنزلْتَ، وَنَبِيِّكَ الذي

ــ

١٣٠ - " باب فضل من بات على الوضوء "

١٥٦ - معنى الحديث: يرغّب النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته في الوضوء قبل النوم، والدعاء بهذا الدعاء المأثور، فيقول - صلى الله عليه وسلم - للبراء بن عازب: " إذا أتيت مضجعك " أي إذا أردت أن تذهب إلى فراش نومك " فتوضأ وضوءك للصلاة " أي فتوضأ قبل أن تذهب إلى الفراش وضوءاً كاملاً، كما لو كنت تتوضأ للصلاة، حتى تنام وأنت على طهارة تامة " ثم اضطجع على شقك الأيمن "، لأنه أدعى إلى النشاط والاكتفاء بالقليل من النوم، وأعون على الاستيقاظ في آخر الليل، وأنفع للقلب لأنّه أخف عليه حيث يكون في الجهة العليا " ثم قل: اللهم أسلمت وجهي إليك " أي أسلمت روحي عند نومي، وأودعتها ثم أمانة لديك، " وفوضت أمري إليك " أي توكلت في جميع أموري عليك، راجياً أن تكفيني كل شيء، وتحميني من كل سوء، لأنك قلت، وقولك الحق (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) " وألجأت ظهري إليك " أي وتحصنت بجوارك، ولجأت إلى حفظك، فاحرسنِي بعينك التي لا تنام، " رغبة ورهبة إليك " أي وإنما فعلتُ ذلك كله " رغبةً " أي طمعاً في رحمتك " ورهبة " أي خوفاً منك، فامنن علي برحمتك، وقني عذابك " لا ملجأ

<<  <  ج: ص:  >  >>