" كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - نَسْقِي وَنُدَاوِي الْجَرْحَى، ونَرُدُّ القَتْلَى إلى الْمَدِينَةِ ".
ــ
المسلمين" أي صعب ذلك عليهم، وعز على نفوسهم وأحزنهم " حتى عرفه " أي حتى عرف النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أصابهم من حزن شديد ظهرت آثاره على وجوههم " فقال: حق على الله أن لا يرتفع لشيء من الدنيا إلا وضعه الله " أي أن هذه هي سنة الله في خلقه، ما بعد الصعود إلاّ الهبوط، وما بعد الطلوع إلّا النزول. الحديث: أخرجه أيضاً أبو داود والنسائي.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت له دواب مختلفة، فكانت له ناقة تسمى العضباء، كما كان له فرس يدعى اللحيف وفرس أخرى يقال له: مندوب، وحمار يدعى " عُفير " بضم العين.
ثانياً: أن دوام الحال من المحال، فما بعد الصعود إلاّ الهبوط، وما بعد الارتفاع إلا الانخفاض، وما بعد الطلوع إلا النزول، هذه هي سنة الله في خلقه، وقد قال الشاعر:
ما طَارَ طَيْرٌ وَارْتَفَعْ ... إلاّ كَمَا طَارَ وَقَعْ
والمطابقة: في قوله: " كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - ناقة تسمى العضباء ".
٧٥٨ - " باب مداواة النساء الجرحى في الغزو "
٨٦١ - راوية الحديث: هي الربيع بنت معوذ النجارية الأنصارية، كانت من المبايعات تحت الشجرة، قالت رضي الله عنها: جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فدخل علي غداة بُني بي، أي صبيحة عرسها، فجلس على فراشي فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر. قالت إحداهن: