كُنَّا مَعَ النبي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ:"مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أغَضُّ
ــ
كما يقول الغضبان لمن رد عليه شيئاً طلبه منه فلم يقم به: لا حاجة في به. الحديث: أخرجه أيضاًً الأربعة.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: تحذير الصائم من الأقوال الباطلة والأفعال المحرمة، لأنّها تسخط الله وتنقص من ثواب الصوم فلا يجازى الصائم على صومه بغير حساب، إلاّ إذا صام عن المحرمات، أما إذا اقترفها فإنه لا يستفيد منه إلا إسقاط الفرض فقط. ثانياًً: أنه ليس الغرض من الصيام الحرمان من الطعام والشراب، بل ما يترتب عليه من تهذيب النفس، وتقويم السلوك الإِنساني، قال البيضاوي في قوله - صلى الله عليه وسلم -: " فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " أي ليس المقصود من شرعية الصيام نفس الجوع والعطش، بل ما يتبعه من كسر الشهوات، وتطويع النفس الأمارة للنفس المطمئنة، فإذا لم يحصل ذلك لا ينظر الله إليه نظر قبول. والمطابقة: في كون الترجمة جزءاً من الحديث.
٥٩٢ - " باب الصوم لمن خاف على نفسه العزوبة "
٦٨٨ - معنى الحديث: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " من استطاع الباءة " وهي لغةً الجماعُ والمراد بها هنا مؤونة النكاح والقدرة عليه " فليتزوج " أي: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمُرُ بالزواج كلَّ من كان قادراً عليه جسمياً ومادياً إحصاناً لنفسه ودينه، لأنه في حاجة إليه بمقتضى غريزته الجنسية التي أودعها الله فيه فإنّها إذا لم تجد لها مصرفاً شرعياً صرفت قواها في الفواحش والموبقات،