أنَّهُ قَالَ: دَفَعَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عَرَفَةَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالشِّعْبِ،
ــ
من يساره، وجعلني عن يمينه " ثم اضطجع فنام حتى نفخ " أي حتى استغرق في النوم، وسُمِعَ صوت شخيره " ثم أتاه المنادي " أي المؤذن " فآذنه بالصلاة " أي فأعلمه بطلوع الفجر ودخول وقت صلاة الصبح " فقام معه إلى الصلاة، فصلى ولم يتوضأ " أي فصلى الصبح بالوضوء الأول، ولم يتوضأ بعد الاستيقاظ من نومه وضوءاً جديداً. الحديث: أخرجه الشيخان.
ويستفاد منه ما يأتي: أولاً: أنه يجوز تخفيف الوضوء وأن أقل الوضوء يجزىء ولو مرة واحدة، لأنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ في هذه الليلة وضوءً خفيفاً.
ثانياً: أن نوم النبي - صلى الله عليه وسلم - ولو كان مضطجعاً لا ينقض الوضوء -كما أفاده العيني- وكذلك سائر الأنبياء فيقظة قلوبهم تمنعهم من الحدث. ثالثاً: أن موقف المأموم الواحد عن يمين الإِمام، حتى أنه روي عن أحمد أنه إن وقف عن يساره بطلت صلاته - كما أفاده العيني والجمهور على خلافه، لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يبطل صلاة ابن عباس. والمطابقة: في قوله " فتوضأ من شن معلق وضوءاً خفيفاً ".
٨٣ - " باب إسباغ الوضوء "
١٠٣ - ترجمة الراوي: هو أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي مولى النبي - صلى الله عليه وسلم - وابن حاضنته أم أيمن، أمّره النبي - صلى الله عليه وسلم - على آخر جيش في حياته، كان - صلى الله عليه وسلم - قد وجهه إلى الروم وعمره خمسة عشر عاماً، ومات - صلى الله عليه وسلم - قبل توجهه، فأنفذه الصديق رضي الله عنه وكان عمر يفضله في العطاء على ولده، روى مائة وثمانية وعشرين حديثاً، اتفقا منها على خمسة عشر حديثاً، وانفرد