"قَدِمَتْ عَلَيَّ أمِّي وَهِيَ مُشْرِكَة في عِهْدِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فاسْتَفْتَيْتُ
ــ
وقدم به إلى المدينة أسيراً، فصالحه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأهدى أكيدر للنبي - صلى الله عليه وسلم - جبَّة من سندس، وهو مارقّ من الديباج، فعجب الناس منها فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " والذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا "، وفي رواية أنه لما قدم أخرج قباءً من ديباج منسوجاً بالذهب فرده النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه، ثم إنه وجد في نفسه (١) من رد هديته فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ادفعه إلى عمر، وفي رواية مسلم " أن أكيدر دومة أهدى للنبي - صلى الله عليه وسلم - ثوب حرير، فأعطاه علياً فقال شققه خمراً بين الفواطم ". الحديث: أخرجه أيضاً مسلم وأحمد موصولاً.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على جواز قبول هدية الكافر، لأن أكيدر كان نصرانياً، وقد قبل منه - صلى الله عليه وسلم - هديته، وعن علي رضي الله عنه أن كسرى أهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبل منه، وأهدى له قيصر فقبل، وأهدت له الملوك فقبل منها، أخرجه الترمذي وأحمد، وعن عبد الرحمن بن علقمة الثقفي أنه قال: لما قدم وفد ثقيف قدموا معهم بهدية فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أهدية أم صدقة، قالوا: بل هدية فقبلها منهم " أخرجه النسائي. وعن أنس " أن ملك ذي يزن أهدى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حلة فقبلها " أخرجه أبو داود. والمطابقة: في كونه - صلى الله عليه وسلم - قبل هدية أكيدر وهو نصراني، فدل على قبول هدية المشركين.
٧١٦ - " باب الهدية للمشركين "
٨١٦ - معنى الحديث: " تقول أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: