عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:" إِنَّ اللهَ يُحِبُّ العُطَاسَ وَيَكْرَهُ التَّثاَؤبَ، فَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ، فَحَقٌّ علَى كُلِّ مُسْلِم سَمِعَهُ أن يُشَمِّتَهُ، وأما التَّثَاؤُبُ فإنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيَطَانِ، فَلْيَرُدَّهُ ما استطَاعَ، فَإِذَا قَالَ هَا، ضَحِكَ مِنْهُ الشَّيْطَانُ ".
ــ
٩٩٠ - " باب ما يستحب من العطاس وما يكره من التثاؤب "
١١٣٩ - معنى الحديث: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله يحب العطاس " لما فيه من خروج الأبخرة الفاسدة، والمواد الضارّة التي يؤدي خروجها إلى نشاط الجسم، وخفة البدن والدماغ، والتخفيف من حدة الزكام. " ويكره التثاؤب " وإنما يكره التثاؤب كما قال القاري لأنه يمنع صاحبه من النشاط في الطاعة، ويوجب الغفلة. ": فإذا عطس أحدكم وحمد الله " أي فإذا عطس المسلم وقال بعد عطاسه: الحمد لله شكراً لربه على هذه النعمة " فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته " أي فإنه مطلوب من كل من سمعه من المسلمين أن يدعو له بالخير، لأنه عَمِلَ بالسُّنَّةِ وأدى ما عليه من حمد الله وشكره على نعمته، فيكافىء على ذلك بالدعاء له بالخير، ويقول له سامعه: يرحمك الله. " أما التثاؤب فإنما هو من الشيطان فليرد ما استطاع " أي فليغلق فمه قدر استطاعته ليخفف من التثاؤب " فإن أحدكم إذا قال ها " أي فإن المرء إذا تثاءب ورفع صوته بالتثاؤب وقال: " ها "" ضحك منه الشيطان " شماتة فيه حين يراه تابعاً ومسخراً له، واستهزاءً منه لأنه انتصر عليها.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: أن العطاس ظاهرة