للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محبوبة عند الله تعالى لأنه ينشأ من خفة الجسم وأن التثاؤب ظاهرة كريهة عند الله تعالى، لأنها من الشيطان، بسبب الفتور والكسل، قال الخطابي: العطاس محمود لأنه يعين العبد على الطاعات، والتثاؤب مذموم، لأنه يثنيه ويصرفه عن الخيرات. اهـ. أي يمنعه عن العبادات من قيام وصيام وقراءة قرآن ونحوه. فالعطاس مستحب، والتثاؤب مكروه كما ترجم له البخاري. ثانياً: أنه يستحب للعاطس أن يحمد الله على عطاسه، لأنه نعمة من الله تعالى عليه، تخرج بسببه الإفرازات الضارة، والأبخرة الفاسدة، كما يشرع لسامعه أن يشمته إذا حمد الله، ومعنى التشميت أن يدعو له بالخير، فيقول له: يرحمك الله لقوله - صلى الله عليه وسلم -: فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته " وقال في " بهجة النفوس ": قال جماعة من علمائنا -أي المالكية- إنه فرض عين، وقوّاه ابن القيم في حواشي السنن بأنه جاء بلفظ الوجوب الصريح، وبلفظ الحق الدال عليه، وبصيغة الأمر التي هي حقيقة فيه، وبقول الصحابي: أمَرنا رسول الله، قال: ولا ريب أن الفقهاء يثبتون وجوب أشياء كثيرة بدون مجموع هذه الأشياء، وقال قوم: التشميت فرض كفاية، ورجحه أبو الوليد بن رشد، وقال به الحنفية وجمهور الحنابلة، وقال الشافعية: مستحب على الكفاية. ثالثاً: دل هذا الحديث. على أنه إنما يشرع تشميت العاطس إذا حمد الله تعالى، فإذا لم يحمد الله تعالى فلا يشمت. رابعاً: أنه يستحب للمتثائب أن يرد تثاؤبه قدر استطاعته وعن أبي هريرة: " إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه فإنّ الشيطان يضحك منه ". الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود. والمطابقة: في قوله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب ".

***

<<  <  ج: ص:  >  >>