للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٦٢ - " بَابُ وُجُوبِ عِيَادَةِ المَرِيضِ "

١١١٠ - عَنْ أبِي مُوسَى الأشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " أطْعِمُوا الجَائِعَ، وَعُودُوا المَرِيضَ، وَفُكُّوا العَانِيَ ".

ــ

أشد عليه الوجع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" أي ما رأيت فيمن رأيت من المرضى أحداً أشد مرضاً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأنه - صلى الله عليه وسلم - قد عانى في مرضه الأخير من الشدائد والآلام ما لم يعانه أحد ممن عرفت. الحديث: أخرجه الشيخان والنسائي وأبو داود وابن ماجة. والمطابقة: في كون الحديث يدل على فضل شدة المرض (١).

فقه الحديث: دل هذا الحديث على شدة مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى فضل شدة المرض، لأنه لو لم يكن من الأمور المحمودة العاقبة لما ابتلي به أفضل الخلق على الله، مع ما له من الكرامة والمنزلة العالية، وهو أقوى دليل على فضل شدة المرض، وما له من عاقبة محمودة في تكفير السيئات، ومضاعفة الحسنات، ورفع الدرجات، وقد جاء التصريح بذلك في رواية أخرى عن ابن مسعود قال: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يوعك -أي يعاني من شدة آلام المرض- فقلت يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً! قال: " أجَل إني أوعك كما يوعك رجلان منكم، قلت: ذلك أن لك أجرين، قال: " أجل ذلك كذلك " وفي الحديث " أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل ".

٩٦٢ - " باب وجوب عيادة المريض "

١١١٠ - معنى الحديث: يقول - صلى الله عليه وسلم -: " أطعموا الجائع " أي قدموا


(١) ووجه الاستدلال على فضل شدة المرض بشدة مرض النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لو لم يكن من الأمور المحمودة لما ابتلي به النبي - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>