قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " لا يَغْتَسِلُ رَجُل يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَيتَطَهَّرُ ما اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بَيْن اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ ما بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأخْرىَ ".
ــ
٣٣٣ - " باب الدهن للجمعة "
٣٩٣ - معنى الحديث: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا يغتسل رجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر " أي لا يغتسل المسلم غسلاً شرعياً كاملاً ويبالغ في تنظيف جسمه، فيقلم أظفاره، وينتف إبطه، ويحلق عانته " ويدّهن " بتشديد الدال " من دهنه " بضم الدال أي: يدهن شعر رأسه " أو يمس من طيب بيته " يعني أو يتطيب بما تيسر له، " ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين " في المسجد إلَّا بإذنهما " ثم يصلّي ما كتب له " من النوافل أو سنة الجمعة كما أفاده العيني، " ثم ينصت إذا تكلم الإِمام إلَّا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى " أي إِلَّا غفر له ما بين الجمعتين الماضية والحاضرة.
ويستفاد منه ما يأتي: أولاً: استحباب دهن الشعر بالزيت يوم الجمعة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " ويدهن من دهن بيته " وهو ما ترجم له البخاري. ثانياًً: أنه يسن غسل الجمعة لمن لم يكن جنباً، لأنه سبب للمغفرة. ثالثاً: مشروعية الإِنصات إلى الخطبة، وهو واجب كما سيأتي. والمطابقة: في قوله: " ويدهن من دهنه "
(١) سلمان الفارسي: هو أبو عبد الله سلمان الفارسي، ويقال: سلمان الخير، مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أصله من فارس. أسلم لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - إِلى المدينة، وهو أحد الذين اشتاقت إليه الجنة، ولاه عمر المدائن، مات بالمدائن سنة خمس وثلاثين، وقيل مات في زمن عمر.