للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٨٠ - " بَابُ مَا جَاءَ فِي سُجُودِ الْقُرْآنَ "

٤٤٦ - عنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:

"قَرَأَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - النَّجْمَ بِمَكَّةَ، فَسَجَدَ فِيهَا، وَسَجَدَ مَنْ مَعَهُ غَيْرَ شَيْخٍ أخذَ كَفَّاً مِنْ حَصىً أوْ تُرَابٍ فرفَعَهُ إلى جَبْهَتِهِ، وقَالَ: يَكْفِيني هَذَا، فَرَأيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ قُتِلَ كَافِرَاً".

ــ

أجراً (١) ... إلخ. ويقوم مقام السجود لمن كان له عذر يمنعه منه ما يقوم مقام تحية المسجد، فلا بأس أن يقول بدلها: " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم ".

٣٨٠ - " باب سجود القرآن "

ْ٤٤٦ - معنى الحديث: يقول ابن مسعود رضي الله عنه: " قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - النجم بمكة " أي قرأ سورة النجم عندما كان بمكة على مرأى من كفار قريش ومسمع منهم " فسجد في " عند قوله تعالى: (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) في نهاية السورة، " وسجد من معه " من المسلمين والمشركين كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: " سجد المسلمون والمشركون والجن والانس " أخرجه البخاري، أي: سجد النبي - صلى الله عليه وسلم - امتثالاً لأمر ربه، وسجد المسلمون اقتداءً بسنة نبيهم. وسجد المشركون إجلالاً وإكباراً لبلاغة القرآن، وانبهاراً من إعجازه وفصاحته، " غير شيخ " أي رجل طاعن في السن، وهو أمية بن خلف، فإنه لم يسجد استعلاءً وتكبراً، ولكنه " أخذ كفاً من حصى " أو تراب " فرفعه إلى جبهته " أي وضعه عليها " فرأيته بعد ذلك قتل كافراً " يوم بدر. الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي.


(١) " الفقه الإسلامي وأدلته " للدكتور وهبة الزحيلي ج ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>