قَال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " حَوضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، مَاوهُ أبيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، وَرِيحُهُ أطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ " وَكِيْزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، من شَرِبَ مِنْهُ فَلا يَظْمَأُ أبَداً ".
ــ
١٠٢٠ - " باب في الحوض "
أي هذا باب يذكر فيه الأحاديث الواردة في وصف الحوض المورود.
١١٧٠ - معنى الحديث: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - " حوضي مسيرة شهر " يعني مقدار ما يسير المسافر شهراً كاملاً، وفي رواية: " وزواياه سواء " أي أنه مربع مستوي الزوايا والجوانب كما في حديث أبي ذر حيث قال فيه: " عرضه مثل طوله " أخرجه مسلم والترمذي وقال: حديث حسن صحيح غريب " ماؤه أبيض من اللبن " أي أشد بياضاً من اللبن، وفي رواية: " ماؤه أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل " " وريحه أطيب من المسك " أي أحلى رائحة وأجمل طيباً من رائحة المسك " وكيزانه كنجوم السماء " أي أن الأكواب الموضوعة على جانبيه عدد نجوم السماء، وفي رواية عن أنس رضي الله عنه قال: " ترى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء " من شرب منه فلا يظمأ أبداً " أي من شرب من ذلك الحوض فإنه يشعر بالري الأبدي، فينقطع عنه الظمأ إلى الأبد، ويجوز في يظماء الجزم على أن من شرطية، والرفع على أنها موصولة كما ذكره الطيبي.
فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي: أولاً: وجوب الإِيمان بحوض النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو الحوض المورود، ومن أنكر ذلك فهو فاسق مبتدع، وقد نفته المعتزلة، والأحاديث الصحيحة حجة عليهم، وفي الحديث الصحيح: "إن