للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما ثناء الناس عليه: فقد أَجمع علماء الإِسلام على تلقي هذا الكتاب الصحيح بالقبول، لأنه الكتاب المبارك الذي جمع بين دُفتَيْهِ السنّة الصحيحة، ولا شك أن صاحبه رحمه الله تعالى عندما أسماه " الجامع المسند الصحيح " قد عنى بالفعل أن يكون هذا الكتاب مطابقاً لعنوانه، فنفَّذ ما وصفه به بكل دقة وعناية، والتزام، ولهذا حظي الكتاب بما لم يحظ به غيره، من تقدير علماء الإسلام وإعجابهم به شرقاً وغرباً، فأثنوا عليه بالغ الثناء، ووصفوه بما يليق به، فقال الذهبي في تاريخ الِإسلام: أما جامع البخاري الصحيح فأجل كتب الإسلام، وأفضلها بعد كتاب الله وهو أعلى في وقتنا هذا إسناداً للناس.

وقال شيخ الإِسلام ابن تيميّة: ليس تحت أديم السماء كتاب أصح من البخاري ومسلم بعد القرآن (١).

وشارك الشعراء في الثناء على هذا الكتاب العظيم، والتغني بمدحه فقال العجلى:

كأنَّ البخاري في جمعه ... تلقى من المصطفى ما كتبْ

فلله خاطره ما وعَى ... وساق فرائده وانتخبْ

وقال الجرجاني في وصفه:

أسانيدُ مثلُ نجوم السماء ... أمَامَ متونٍ كمثل الشُّهُبْ

به قام ميزانُ دينِ النبي ... ودانَ له العُجْمُ بعد العربْ

وخير طريق إلى المصطفى ... ونور مبين لكشف الريبْ

صحيح البخاري لو أنصفوه ... لما خط إلاّ بماء الذهبْ (٢)

نفعنا الله به ووفقنا للعمل بما فيه والله أعلم.


(١) الإمام البخاري للدكتور الندوي.
(٢) شرح القسطلاني ج ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>