للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفلح، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ أَبَا قَتَادَةَ قَالَ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ.

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ، وَحَرْمَلَةُ، (وَاللَّفْظُ لَهُ)، أَخْبَرَنَا عَبْدُ

اللهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يَقُولُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ حُنَيْنٍ، فَلَمَّا الْتَقَيْنَا كَانَتْ لِلْمُسْلِمِينَ جَوْلَةٌ، قَالَ: فَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ عَلَا رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَدَرْتُ إِلَيْهِ حَتَّى أَتَيْتُهُ مِنْ وَرَائِهِ فَضَرَبْتُهُ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ، وَأَقْبَلَ عَلَيَّ فَضَمَّنِي ضَمَّةً وَجَدْتُ مِنْهَا رِيحَ الْمَوْتِ، ثُمَّ أَدْرَكَهُ الْمَوْتُ فَأَرْسَلَنِي، فَلَحِقْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ: مَا لِلنَّاسِ؟ فَقُلْتُ: أَمْرُ اللهِ، ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ رَجَعُوا وَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنْ قَتَلَ قَتِيلًا لَهُ عَلَيْهِ بَيِّنَةٌ، فَلَهُ سَلَبُهُ. قَالَ: فَقُمْتُ فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ: مِثْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ: فَقُمْتُ فَقُلْتُ: مَنْ يَشْهَدُ لِي؟ ثُمَّ جَلَسْتُ، ثُمَّ قَالَ: ذَلِكَ الثَّالِثَةَ، فَقُمْتُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا لَكَ يَا أَبَا قَتَادَةَ؟ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللهِ، سَلَبُ ذَلِكَ الْقَتِيلِ عِنْدِي، فَأَرْضِهِ مِنْ حَقِّهِ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: لَا هَااللهِ إِذًا، لَا يَعْمِدُ إِلَى أَسَدٍ مِنْ أُسُدِ اللهِ يُقَاتِلُ عَنِ اللهِ وَعَنْ رَسُولِهِ فَيُعْطِيكَ سَلَبَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ فَأَعْطِهِ إِيَّاهُ. فَأَعْطَانِي، قَالَ: فَبِعْتُ الدِّرْعَ فَابْتَعْتُ بِهِ مَخْرَفًا فِي بَنِي سَلِمَةَ، فَإِنَّهُ لَأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ فِي الْإِسْلَامِ.» وَفِي حَدِيثِ اللَّيْثِ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: كَلَّا لَا يُعْطِيهِ أُضَيْبِعَ مِنْ قُرَيْشٍ وَيَدَعُ أَسَدًا مِنْ أُسُدِ اللهِ. وَفِي حَدِيثِ اللَّيْثِ: لَأَوَّلُ مَالٍ تَأَثَّلْتُهُ.

(١٧٥٢) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ، عَنْ صَالِحِ


= بأداة الحرب (من يشهد لي) بأني قتلت رجلًا من المشركين حتى يكون سلبه لي (فأرضه من حقه) بأن يتنازل لي عن حقه (لاها الله) قسم استغنى فيه بحرف التنبيه عن واو القسم، ولا يكون ذلك إلَّا مع "الله" فهو مثل قولهم "لا والله" (إذًا) بالتنوين، جواب القسم، واختلفوا في أنه اسم أو حرف، ويكتب بالنون أو التنوين. والجمهور على أنَّه حرف يكتب بالتنوين (لا يعمد) أي لا يقصد النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (فيعطيك سلبه) ويبطل حقه (صدق) أبو بكر الصديق (مخرفًا) بفتح الميم والراء، وقيل: بفتح الميم وكسر الراء، بينهما خاء ساكنة، وهو البستان (في بني سلمة) أي في محلتهم "سلمة" بكسر اللام (تأثلته) أي اقتنيته وتأصلته، وأثلة الشيء أصله (أضيبع) ضبطت هذه الكلمة بالصاد المهملة والغين المعجمة، وبالضاد المعجمة والعين المهملة، والأول نوع من الطير، شبهه به في الضعف والجبن، ويجوز أنه شبهه بنبات ضعيف يقال له الصيبغا، أول ما يطلع في الأرض يكون مما يلي الشمس منه أصفر، وقيل: أراد به أنه ذو لون يعني أسود، على سبيل الذم. أما الثاني فهو تصغير ضبع على غير قياس، كأنه لما وصف أبا قتادة بأنه أسد، صغر هذا وشبهه بضبع حقير لضعف افتراسها ولما توصف به من العجز والحمق، واستدل بالحديث على أنَّ سلب القتيل حق القاتل، سواء قال ذلك أمير الجيش قبل القتال أو لَمْ يقل، لأنَّ هذا تشريع من النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وبيان للحكم الشرعي، وإليه ذهب الجمهور، وعن الحنفية والمالكية: لا يستحقه القاتل إلَّا إن شرط له الإمام ذلك، وقد تأولوا قول النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأنه مختص بالغزوة التي أعلن فيها، وليس بفتوى ولا تشريع يعمل به في عامة الغزوات، وقال الجمهور: إن أقوال النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأفعاله تحمل على التشريع ما لَمْ يدلُّ دليل على نفيه، ولا دليل هنا على النفي.
٤٢ - قوله: (حديثة) بالجر صفة للغلامين (أسنانهما) بالرفع، فاعل حديثة (بين أضلع منهما) أي بين أقوى منهما، فهو من الضلاعة بمعنى القوة، وقيل: بضم اللام جمع ضلع، والمراد به أيضًا الأقوياء (فغمزني) أي جسني بيده، ولفتني إلى نفسه (لا يفارق سوادي سواده) أي شخصي شخصه (حتى يموت الأعجل منا) أي الأقرب أجلًا وموتًا، =

<<  <  ج: ص:  >  >>