١٤٧ - قوله: (جاء ناس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ... إلخ) كان على رأسهم أبو براء عامر بن مالك ملاعب الأسنة. قال ابن إسحاق: قدم أبو براء عامر بن مالك المعروف بملاعب الأسنة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعرض عليه الإسلام فلم يسلم ولم يبعد، وقال: يا محمد! لو بعثت رجالًا من أصحابك إلى أهل نجد رجوت أن يستجيبوا لك، وأنا جار لهم، فبعث المنذر بن عمرو ... إلخ (فيهم خالي حرام) ابن ملحان أخو أم سليم بنت ملحان أم أنس (يحتطبون) أي يجمعون الخشب (لأهل الصفة) بضم الصاد وتشديد الفاء، هي ما كان يبنى أمام البيت من مكان مظلل، والمراد هنا مكان منقطع مظلل بجوار الزاوية الشمالية الشرقية من المسجد النبوي كان يأوي إليه من يهاجر إلى المدينة ولا يجد مأوى ولا دارًا، وكان أهلها في غاية من الفقر والبؤس، ولا يجدون من المأكل والملبس إلا ما يتصدق به أحد، وكانوا يتدارسون هناك الإسلام ويتعلمون الدين (فعرضوا لهم فقتلوهم) وهؤلاء القاتلون كانوا غير الذين طلبوا إرسالهم (فقالوا: اللهم ... إلخ) أي بعد أن قتلوا ودخلوا الجنة (قال: وأتى رجل حرامًا ... إلخ) هذا بيان لبداية الحادثة وبعض تفاصيلها بعد الإجمال السابق، وهو أن أولئك الصحابة رضي الله عنهم لما نزلوا ببئر معونة بعثوا حرام بن ملحان خال أنس بكتاب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عدو الله عامر بن الطفيل، فلم ينظر فيه، وأشار إلى رجل فأتى من خلفه وطعنه برمح ... إلخ، ثم استنفر بني عامر فلم يجبوه لجوار أبي بَراء، فاستنفر بني سليم فأجابته بطون منها، وهي رعل وذكوان وعصية، وأحاطوا بالنازلين على بئر معونة، وقتلوهم عن آخرهم، إلا رجلًا ارتثَّ من بين القتلى حتى قتل في الخندق. ونجا عمرو بن أمية الضمري، وكان في الإبل. ١٤٨ - قوله: (عمي الذي سميت به) أي باسمه، وهو أنس بن النضر (ليراني الله تعالى ما أصنع) بفتح اللام، جواب القسم المقدر، و "يراني" بياء المتكلم للمفعول، و "ما أصنع" بدل منه، ومراده المبالغة في القتال ولو زهقت روحه (فهاب أن يقول غيرها) أي خشي، أي اقتصر على هذا القول المبهم ولم يفصله، خشية أن يعاهد الله على =