للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٢٠٤) حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ وَأَبُو الطَّاهِرِ وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو (وَهُوَ ابْنُ الْحَارِثِ)، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ».

(٢٢٠٥) حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ وَأَبُو الطَّاهِرِ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ أَنَّ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ «أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ عَادَ الْمُقَنَّعَ، ثُمَّ قَالَ: لَا أَبْرَحُ حَتَّى تَحْتَجِمَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ فِيهِ شِفَاءً».

(٠٠٠) حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: «جَاءَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ فِي أَهْلِنَا، وَرَجُلٌ يَشْتَكِي خُرَاجًا بِهِ أَوْ جِرَاحًا، فَقَالَ: مَا تَشْتَكِي. قَالَ: خُرَّاجٌ بِي قَدْ شَقَّ عَلَيَّ! فَقَالَ: يَا غُلَامُ، ائْتِنِي بِحَجَّامٍ. فَقَالَ لَهُ: مَا تَصْنَعُ بِالْحَجَّامِ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَنْ أُعَلِّقَ فِيهِ مِحْجَمًا. قَالَ: وَاللهِ إِنَّ الذُّبَابَ لَيُصِيبُنِي أَوْ يُصِيبُنِي الثَّوْبُ فَيُؤْذِينِي وَيَشُقُّ عَلَيَّ! فَلَمَّا رَأَى تَبَرُّمَهُ

مِنْ ذَلِكَ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةٍ مِنْ عَسَلٍ أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ. قَالَ: فَجَاءَ بِحَجَّامٍ فَشَرَطَهُ، فَذَهَبَ عَنْهُ مَا يَجِدُ.»

(٢٢٠٦) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، (ح) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ «أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ اسْتَأْذَنَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحِجَامَةِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


٦٩ - قوله: (فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله تعالى) فيه الحث على التداوي، والأخذ بالأسباب، وأن ذلك من جملة قدر الله، فلا ينافي التوكل على الله. بل هو طلب لتقديره إذا اعتقد أنه يشفي بإذنه، فهو كدفع الجوع بالأكل والعطش بالشرب.
٧٠ - قوله: (عاد المقنع) بقاف ونون ثقيلة مفتوحة، هو ابن سنان، تابعي لا يعرف إلا في هذا الحديث (حتى تحتجم) من الحجامة، وهي علاج معروف يؤخذ فيه الدم وبعض المواد الفاسدة من أماكن من الجسد بواسطة قارورة أو قرن، فيخفف ويذهب بكثير من الألم.
٧١ - قوله: (خراجًا) بالضم هو الدمل الذي يخرج في الجسد لاجتماع المواد الفاسدة في ذلك المكان (محجمًا) بكسر الميم، هي الآلة التي تمص الدم والمواد الفاسدة (تبرمه) أي تضجره واستياءه من الحجامة خوفًا من الأذى (شرطة محجم) أي ضربته، والمحجم: الحديدة التي يضرب ويقطع بها موضع الحجامة ليخرج الدم (أو لذعة بنار) بذال معجمة وعين مهملة من اللذع وهو الخفيف من حرق النار، وهو المراد بالكي، وسياق قوله - صلى الله عليه وسلم - هذا يفيد أن هذه الأدوية الثلاثة أسرع وأحكم وأوفق للشفاء من غيرها. وذلك لأن الأمراض الامتلائية تكون إما دموية أو صفراوية أو بلغمية أو سوداوية، وشفاء الدموية بإخراج الدم، وكان أقرب الطرق المعروفة له هو الحجامة، أما شفاء الصفراوية وما بعدها فبالإسهال، والعسل أفضل مسهل. أما الكي فهو لإحراق ما تعسر إخراجه من المواد الفاسدة، وهو لا يخلو عن ألم وضرر، وفيه تعذيب بالنار. ولذلك كرهه، ويؤخذ من الجمع بين كراهته - صلى الله عليه وسلم - للكي وبين وصفه له بهذا الوصف أنه لا يترك مطلقًا ولا يستعمل مطلقًا، بل يستعمل عند تعينه طريقًا للشفاء مع اعتقاد أن الشفاء إنما هو من الله (فشرطه) أي قطعه بالمحجم ومص ما معه من المواد الفاسدة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>