٧٨ - قوله: (من فيح جهنم) بفتح الفاء وسكود الياء، وروي فوح، وفور، والمراد سطوع حرها ووهجه، وهو ما يصيب من قريب منها من حرها، ونسبة الحمى إلى جهنم إما حقيقة، وأن اللهب الحاصل في جسم المحموم قطعة من جهنم، قدر الله ظهورها لأسباب، ليعتبر بها العباد، وإما مجاز، والمعنى أن حر الحمى شبيه بحر جهنم تنبيهًا للنفوس على شدة حر النار، والأول أولى (فابردوها بالماء) من البرد بهمزة الوصل، وحكى بهمزة القطع من الإبراد، وهذا علاج لنوع خاص من الحمى يعرفه أهل البلاد، ولا يزال الناس في ولاية بنغاله في شبه القارة الهندية يعالجون الحمى بهذا الطريق، فإذا أصيب بها أحد يستلقي على سرير ونحوه ثم يصبون على رأسه الماء صبًّا خفيفًا من الإبريق ونحوه فيبرأ عن قريب. وقد شاهدت علاجهم هذا بعيني مرارًا والحمد لله. ولكن هذا العلاج لا يفيد في جميع أنواع الحمى، بل ربما يضر، فليقدم عليه من يعرف، ومن أقدم عليه من غير معرفة فتضرر فلا يلومن إلا نفسه. ٧٩ - قوله: (فأطفؤها) عبر عن حرارة الحمى بالنار فناسب أن يعبر عن إبرادها بالإطفاء، فهو من أبلغ مجاز التشبيه.