( ... ) قوله: (ومنا رجال يخطون) أي لمعرفة بعض أمور الغيب، قيل: كانوا يخطون على الرمل خطوطًا كثيرة، ثم كانوا يمحون خطين خطين، ويأخذون نتيجة الخير أو الشر فيما أرادوه نظرًا إلى أن الباقي خط واحد أو خطان، فإن بقي خطان فهو دليل الفلج والظفر، وإن كان الباقي خطًّا واحدًا فهو دليل الخيبة والبأس. ويقال: إن هذا من جملة علم الرمل (فمن وافق خطه فذاك) أي فهو حلال وصحيح، وحيث إن ذلك النبي غير معروف، وطريقة خطه غير معروفة، وطريقة أخذه النتيجة غير معروفة. ومواقع خطه غير معروفة فإن من المحال أن تعرف موافقة خط أحد لخط ذلك النبي، فلا يصح لأحد أن يخط بناء على أن ذلك النبي كان يخط، فهذا إذن معلق بالمحال فهو بمعنى عدم الإذن فيه. ١٢٢ - قوله: (يخطفها) بفتح الطاء، وقد تكسر، من الخطف، وهو الأخذ بسرعة، أي يسترقها من الملائكة (فيقذفها) أي يلقيها (ويزيد فيها مائة كذبة) يقيسها على ما سمع، فلذلك يغلب عليه الخطأ ويصيب نادرًا. ١٢٣ - قوله: (ليسوا بشيء) أي ليسوا لشيء حق يعتمد عليه (تلك الكلمة من الجن) في صحيح البخاري في الطب: "من الحق" بالحاء والقاف، بدل قوله: "من الجن" وهو واضح لا إشكال فيه. وإنما استشكل لفظ: "من =