للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْآخِرَةِ، وَأَنَّ دِينَنَا قَدْ طَابَ».

(٢٢٧١) وَحَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَرَانِي فِي الْمَنَامِ أَتَسَوَّكُ بِسِوَاكٍ، فَجَذَبَنِي رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الْآخَرِ، فَنَاوَلْتُ السِّوَاكَ الْأَصْغَرَ مِنْهُمَا، فَقِيلَ لِي كَبِّرْ، فَدَفَعْتُهُ إِلَى الْأَكْبَرِ.»

(٢٢٧٢) حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ بَرَّادٍ الْأَشْعَرِيُّ وَأَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ - وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ - قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ بُرَيْدٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ، فَذَهَبَ وَهَلِي إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ، فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ، وَرَأَيْتُ فِي رُؤْيَايَ هَذِهِ أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللهُ بِهِ مِنَ الْفَتْحِ وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا أَيْضًا بَقَرًا وَاللهُ خَيْرٌ، فَإِذَا هُمُ النَّفَرُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَإِذَا الْخَيْرُ مَا جَاءَ اللهُ بِهِ مِنَ الْخَيْرِ بَعْدُ وَثَوَابُ الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا اللهُ بَعْدَ يَوْمِ بَدْرٍ.»

(٢٢٧٣) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَجَعَلَ يَقُولُ: إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ تَبِعْتُهُ! فَقَدِمَهَا فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ مِنْ


= والعاقبة من عقبة، وطيب الدين من رطب ابن طاب، وطيبه علوه واستقراره وتمكنه.
٢٠ - قوله: (فذهب وهلي) أي ظني، والوهل أن يظن شيئًا ويتبين الأمر بخلافه (هجر) بفتح الهاء والجيم، مدينة معروفة كانت في شرق العرب، وكانت قاعدة البحرين، أي منطقة الأحساء حاليًّا، وإنما ذهب وهله - صلى الله عليه وسلم - إليهما لأنهما كانتا معروفتين بكثرة النخيل (يثرب) بفتح فسكون فكسر، اسم المدينة النبوية في الجاهلية، وقد ورد في القرآن في سورة الأحزاب آية: ١٣، فلما هاجر إليها النبي - صلى الله عليه وسلم - سميت بمدينة النبي، ثم قصرت على المدينة، وقد ورد هذا الاسم أيضًا في القرآن: التوبة: ١٠١، ١٢٠، الأحزاب: ٦٠، المنافقون: ٨ وسماها النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضًا بطيبة وطابة (هززت سيفًا) أي حركته (ورأيت فيها أيضًا بقرًا) عند أحمد من رواية جابر: "ورأيت بقرا تنحر" وفيه: "وأن البقر بقر" وهذا اللفظ الأخير بفتح الباء وسكون القاف، وهو الفتق والشق، يريد أن تعبيرها القتل، وهو ما وقع من قتل الصحابة رضي الله عنهم يوم أُحد (والله خير) بالرفع فيهما على أنهما مبتدأ وخبر، وفيه حذف تقديره: "وصنع الله خير" وعند ابن إسحاق: "وإني والله رأيت خيرًا" وهو أنسب لما بعده (فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أُحد) وهم الذين قتلوا في هذه الغزوة (بعد يوم بدر) قيل: المراد به فتح خيبر ثم مكة، ويحتمل أن يكون المراد معظم الغزوات التي وقعت بعد أحد، فقد كانت كفة المسلمين فيها راجحة، ويستشكل ذكر يوم بدر هنا، لأن يوم أُحد كان بعده لا قبله، وقد وجه بأن كلمة "بعد" مبنية على الضم لانقطاعها عن الإضافة مع نية المضاف إليه، وهو أُحد، وأن "يوم بدر" منصوب لكونه بيانًا لما أبهم في كلمة "بعد" والمراد به يوم بدر الثانية التي خرج لها المسلمون سنة أربع، وتخلف عنها المشركون، فانقلب المسلمون بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله. وكان لها موقع عظيم في القلوب.
٢١ - قوله: (إن جعل لي محمد الأمر من بعده) أي الحكم والخلافة (في بشر كثير) ذكر الواقدي أن الذين جاءوا =

<<  <  ج: ص:  >  >>