للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَوْمِهِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ وَفِي يَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِطْعَةُ جَرِيدَةٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ، قَالَ: لَوْ سَأَلْتَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا وَلَنْ أَتَعَدَّى أَمْرَ اللهِ فِيكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللهُ، وَإِنِّي لَأَرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ

فِيكَ مَا أُرِيتُ، وَهَذَا ثَابِتٌ يُجِيبُكَ عَنِّي - ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَسَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّكَ أَرَى الَّذِي أُرِيتُ فِيكَ مَا أُرِيتُ، فَأَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ فِي يَدَيَّ سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَأَهَمَّنِي شَأْنُهُمَا، فَأُوحِيَ إِلَيَّ فِي الْمَنَامِ أَنِ انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ مِنْ بَعْدِي، فَكَانَ أَحَدُهُمَا الْعَنْسِيَّ صَاحِبَ صَنْعَاءَ، وَالْآخَرُ مُسَيْلِمَةَ صَاحِبَ الْيَمَامَةِ.»

(٢٢٧٤) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَ أَحَادِيثَ، مِنْهَا: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ خَزَائِنَ الْأَرْضِ فَوُضِعَ فِي يَدَيَّ أُسْوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ فَكَبُرَا عَلَيَّ وَأَهَمَّانِي، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنِ انْفُخْهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا، فَذَهَبَا، فَأَوَّلْتُهُمَا الْكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا صَاحِبَ صَنْعَاءَ وَصَاحِبَ الْيَمَامَةِ.»


= معه كانوا سبعة عشر رجلًا (لن أتعدى أمر الله فيك) وفي صحيح البخاري: "لن تعدو أمر الله فيك" وهو واضح، أما توجيه ما في صحيح مسلم فيقال: إن معناه أني لا أجاوز فيك أمر الله، فلا أعطيك شيئًا مما تريد وتطلب، وإنما أدعوك إلى أن تتابعني على الإسلام (ولئن أدبرت) أي خالفت الحق (ليعقرنك) أي ليهلكنك (أريت) بضم الهمزة وكسر الراء من رؤيا المنام، وقد فسره ابن عباس من حديث أبي هريرة التالي (وهذا ثابت يجيبك عني) كأن مسيلمة كان يريد بعض الإسهاب، فوكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للإجابة إلى خطيبه ثابت بن قيس رضي الله عنه.
(٢٢٧٤) قوله: (فكان أحدهما العنسي) هو الأسود واسمه عبهلة بن كعب، ادعى النبوة وظهر من بلدة كهف حنان في سبعمائة مقاتل، واحتل صنعاء، وذلك حين مات باذان عامل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتزوج المرزبانة زوجته، وتفاقم أمره جدًّا حتى انحاز عمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أرض الأشعريين، ومضى على ذلك ثلاثة أو أربعة أشهر، ثم تآمر ضده فيروز ودادويه وزملاؤهما من الفرس مع المرزبانة، وكانوا قد أسلموا، فسقته المرزبانة الخمر صرفًا حتى سكر، وكان على بابه ألف حارس، فنقب فيروز وزملاؤه الجدار، حتى دخلوا، فقتل فيروز الأسود، واحتز رأسه ورماه خارج الحصن، فانهزم أصحابه، وظهر الإسلام، وكان قتله قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بيوم وليلة، فأتاه الوحي، فأخبر به أصحابه، ثم وصل الكتاب في زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه (والآخر مسيلمة صاحب اليمامة) وقد لبث يسيرًا بعدما رجع من المدينة، ثم ادعى النبوة، ولفق السجعات، وأحل لقومه الخمر والزنا، ولما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ازداد قومه افتتانًا به، فأرسل إليه أبو بكر رضي الله عنه الجيوش بقيادة خالد بن الوليد، فجرت بينه وبين المسلمين حروب شديدة قتل فيها مسيلمة ومعظم جنوده، وقضى على فتنته. وكان الذي قتله وحشي بن حرب، قاتل حمزة رضي الله عنه. واشترك معه في القتل عبد الله بن زيد بن عاصم المازني، وقيل: غيره. وكان ذلك في ربيع الأول سنة اثنتي عشرة.
٢٢ - قوله: (إسوارين) بكسر الهمزة وسكون السين تثنية إسوار، وهي لغة في السوار، والسوار بكسر السين ويجوز ضمها.

<<  <  ج: ص:  >  >>