٢٢ - قوله: (وعنده نساء من قريش) هن أزواجه - صلى الله عليه وسلم - (يستكثرنه) أي يطلبن منه أكثر مما يعطيهن (عالية أصواتهن) على صوته - صلى الله عليه وسلم -، كما هو عند البخاري في مناقب عمر، وذلك لأنهن كن في حال المخاصمة فلم يتعمدن ذلك، ولأنهن كن معه - صلى الله عليه وسلم - في الخلوة، ويحتمل فيها ما لا يحتمل في غيرها. وقوله: "عالية" بالنصب على الحال، ويجوز بالرفع على الصفة (يبتدرن الحجاب) أي يسبقن إليه (يهبن) أي يخفن ويوقرن (أنت أغلظ وأفظ) أفعل تفضيل من الغلظة والفظاظة، وهما عبارتان عن شدة الخلق وخشونة الجانب، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يواجه أحدًا بما يكره إلا في حق من حقوق الله، وكان عمر يبالغ في الزجر عن المكروهات مطلقًا، وطلب المندوبات، فلذلك وصفنه بأنه أفظ وأغلظ (فجًّا) أي طريقًا واسعًا (إلا سلك فجًّا غير فجك) قال النووي: هذا الحديث محمول على ظاهره، وأن الشيطان متى =