٨٣ - قوله: (في مرطي) أي في كسائي (يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة) المقصود بهذا العدل أن يقول للناس أن يرسلوا هداياهم أينما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - من بيوت نسائه، ولا يتحروا نوبة عائشة رضي الله عنها وبيتها، وهذا مصرح به في صحيح البخاري في الهبة [ح ٢٥٨١]، وليس المقصود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يعدل بينهن في الحقوق فطلبن منه ذلك، ومعنى "ينشدنك العدل" يسألنك العدل، ويطلبنه منك (تساميني). أي تعادلني وتضاهيني في الحظوة والمنزلة، من السمو وهو الارتفاع (ولم أر امرأة قط خيرًا في الدين من زينب ... إلخ) هذا ثناء من عائشة على زينب، ومدح لها، وبه يظهر ما كانت عليه عائشة رضي الله عنها من سمو الأخلاق والتمسك بجانب الحق والإنصاف في كل الناس، سواء كانوا موافقين لها أو على عكس ذلك (سورة من حدة) وفي نسخة: (حد) أي شدة ووثوب وهيجان من غضب، فالسورة بفتح السين، هي الوثوب والهيجان، والحدة، بكسر فتشديد: الغضب وشدة الخلق، وكذا الحد، بفتح فتشديد (الفيئة) الرجوع إلى الحالة الطبيعية، تعني أنها كانت تهيج وتغضب بسرعة، وتفيء عنها بسرعة، فكانت سريعة الغضب، سريعة الفيء، فتلك بتلك، كما ورد في الحديث (ثم وقعت بي) أي نالت مني بالوقيعة في، وكأنها هاجت حينما رأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معها. ولم تكن هذه الوقيعة والاستطالة مثل ما تكون في عامة النساء، فالذي روى في ذلك أنها قالت: "حسبك إذا برقت لك بنت ابن أبي قحافة ذراعيها". رواه ابن سعد من مرسل علي بن الحسين. وعليه يقاس بقية ما قالت: (وأنا أرقب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي أنظر وأنتظر (أن أنتصر) أي أنتقم، وذلك بكلام مثلها (لم أنشبها) =