للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٤٤٨) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ، كِلَاهُمَا عَنْ عِيسَى (وَاللَّفْظُ لِابْنِ حُجْرٍ)، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: «جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لَا يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا، قَالَتِ الْأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ، لَا سَهْلٍ فَيُرْتَقَى وَلَا سَمِينٍ فَيُنْتَقَلُ. قَالَتِ الثَّانِيَةُ: زَوْجِي لَا أَبُثُّ خَبَرَهُ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا أَذَرَهُ، إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ وَبُجَرَهُ. قَالَتِ الثَّالِثَةُ: زَوْجِي الْعَشَنَّقُ، إِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ، وَإِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ. قَالَتِ الرَّابِعَةُ: زَوْجِي كَلَيْلِ تِهَامَةَ لَا حَرٌّ وَلَا قُرٌّ، وَلَا مَخَافَةَ وَلَا سَآمَةَ. قَالَتِ الْخَامِسَةُ: زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ، وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ، وَلَا يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ.


٩٢ - قولها: (إحدى عشرة امرأة) من قرية من قرى اليمن من قبيلة خثعم (لحم جمل غث) بفتح العين المعجمة وتشديد الثاء المثلثة، مجرور صفة لجمل، أو مرفوع، صفة للحم، وهو الهزيل، ضد السمين، يقال: فيه الغث والسمين، وأصله ما يستغث أي يستكره ويستترك من هزاله (على رأس جبل وعر) أي صعب المرتقى وصعب الوصول، أي إنه كثير الضجر، شديد الغلظة، سيء الخلق، يصعب الرقي والوصول إليه، مع كونه غثّا رديئًا لا فائدة منه (لا سهل فيرتقى) أي لا الجبل سهل فلا يشق ارتقاؤه لأخذ اللحم ولو كان هزيلًا، لأن الشيء المزهود فيه قد يؤخذ إذا وجد بغير نصب (ولا سمين فينتقل) أي ولا اللحم سمين فيتحمل المشقة في صعود الجبل لأجل تحصيله ونقله إلى البيوت (لا أبث خبره) أي لا أنشره وأظهره (أن لا أذره) أي لا أترك من خبره شيئًا لطوله وتشعبه، فالضمير يرجع إلى الخبر، وقيل: يرجع إلى الزوج، أي إنها تخشى إن بلغه الخبر أن يطلقها ويفارقها، وهي لا تتحمل مفارقته مع ما فيه من سوء الخلق لعلاقتها به وأولادها منه (عجره وبجره) بضم ففتح في كليهما، جمع عجرة وبجره، بضم فسكون، فالعجرة تعقد العصب والعروق حتى تصير ناتئة، والبجرة مثلها إلا أنها مختصة بالبطن، وقيل: العجرة نفخة في الظهر، والبجرة نفخة في السرة. وقيل غير ذلك. هذا أصلهما، ثم استعملا في الهموم والأحزان، وقيل: في المعايب وفيما يكتمه المرء عن غيره، أرادت أن زوجها كثير المعايب، له عيوب ظاهرة وأسرار كامنة، ثم سار مثلا لبيان كل ما في الأمر، يقال أفضيت إليه بعجري وبجري، أي بأمري كله (زوجي العشنق) بفتحتين ثم نون مشددة مفتوحة، هو الطويل المذموم الطول، أي ليس فيه نفع سوى الطول، وقيل: هو المقدام الجريء، الشرس في أموره، السيء الخلق، وقيل: هو الطويل النجيب الذي يملك أمر نفسه، ولا تحكم النساء فيه، بل هو يحكم فيهن بما يشاء، فزوجته تهابه أن تنطق بحضرته، فهي تسكت على مضض (إن أنطق أطلق) أي إن قلت له شيئًا على عدم التفاته طلقني (وإن أسكت) على ما فيه من الإعراض وعدم المبالاة (أعلق) أي أكون عنده كالمعلقة التي لا ذات زوج ولا أيم (زوجي كليل تهامة) بكسر التاء، تطلق على مناطق ساحل البحر الأحمر، وعلى منطقة بين مكة واليمن، وليالي هذه المناطق معتدلة مهما اشتد الحر في النهار، ولذلك وصفته بأنه (لا حر ولا قر) أي ولا برد، تريد أنه ليس فيه غضب، ولا برودة عن الالتفات إلى حالة الزوجة (ولا مخافة) أي ليس فيه شر ولا سوء خلق حتى يخاف (ولا سآمة) أي أنيس ذو خلق مجيد ولطيف، لا تسأمه الزوجة ولا من يصاحبه. وقولها: "لا حر ولا قر ... إلخ" يجوز أن يكون بالرفع مع التنوين، مثل قوله تعالى: {لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ} [البقرة: ٢٥٤] ويجوز أن يكون مبنيًّا على الفتح، مثل قوله تعالى: {فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة: ١٩٧] (إن دخل فهد) بفتح الفاء وكسر الهاء، مشتق من الفهد، أي يصير مثل الفهد، فيتغاضى وينام، ولا يثير شرًّا، كما ينام الفهد حين يدخل بيته، وقيل: بل المعنى أنه يثب وثوب الفهد، وكنت بذلك عن كثرة الجماع، وأنه لا يصبر عنها حين يراها (وإن خرج أسد) بفتح الهمزة وكسر السين، أي يكون شجاعًا مهابًا مثل الأسد (ولا يسأل عما عهد) أي إذا جاء بشيء لبيته لا يسأل عنه بعد ذلك، أي إنه جواد كريم، لا يحاسب أهل البيت على ما أنفقوا وما تركوا (إن أكل لف) أي =

<<  <  ج: ص:  >  >>