١٥٤ - قوله: (ممن كثر على عائشة) أي في قضية الإفك حيث رماها بما رماها به المنافقون، ثم أشاع هذا القول وأفاض فيه (دعه) أي اتركه ولا تقل فيه سوءًا (ينافح) أي يدافع ويناضل، وفيه سعة أفق عائشة رضي الله عنها، حيث ناولت حسان بالاحترام والتقدير، وبينت فضيلته مع أنه قال فيها أسوء ما قال. ١٥٥ - قوله: (يشبب) أي يتغزل، من التشبيب، وهو ذكر حب المرأة وحسنها في الأبيات، وقد يطلق على إنشاد الشعر وإنشائه مطلقًا، وإن لم يكن فيه غزل (حصان) بالفتح أي محصنة عفيفة بعيدة عن نظر الرجال (رزان) أيضًا بالفتح أي كاملة العقل، قليلة الحركة (ما تزن) مبني للمفعول، أي لا ترمى ولا تتهم (غرثى) بفتح فسكون مقصورًا، أي جائعة خالية البطن (الغوافل) جمع غافلة، وهي العفيفة الغافلة عن الشر، والمراد بكونها جائعة من لحوم الغوافل أنها لا تغتاب أحدًا من الناس، لأن من اغتاب أحدًا فقد أكل لحمه، إذ يقول الله في المغتاب {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا} [الحجرات: ١٢] (لكنك لست كذلك) لأنه رمى عائشة بما هو فوق الغيبة، وهو الإفك أي البهتان المبين (والذي تولى كبره) أي كبر الإفك، وذلك بالتصديق والنشر والإشاعة والخوض فيه. وكان حسان ممن فعل ذلك (فأي عذاب أشد من العمى) وكان حسان قد عمي أخيرًا (إنه كان ينافح ... إلخ) هذا بيان لسبب إذنها له بالدخول. ( ... ) قوله: (كان يذب) أي يدفع.