للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٤٨٩) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّاءَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «قَالَ حَسَّانُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ائْذَنْ لِي فِي أَبِي سُفْيَانَ. قَالَ: كَيْفَ بِقَرَابَتِي مِنْهُ؟ قَالَ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنَ الْخَمِيرِ. فَقَالَ حَسَّانُ:

وَإِنَّ سَنَامَ الْمَجْدِ مِنْ آلِ هَاشِمٍ ... ... بَنُو بِنْتِ مَخْزُومٍ وَوَالِدُكَ الْعَبْدُ

- قَصِيدَتَهُ هَذِهِ.»

(٠٠٠) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَتِ: اسْتَأْذَنَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هِجَاءِ الْمُشْرِكِينَ. وَلَمْ يَذْكُرْ أَبَا سُفْيَانَ، وَقَالَ بَدَلَ الْخَمِيرِ: الْعَجِينِ.

(٢٤٩٠) حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اهْجُوا قُرَيْشًا، فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهَا مِنْ رَشْقٍ بِالنَّبْلِ! فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ رَوَاحَةَ فَقَالَ: اهْجُهُمْ - فَهَجَاهُمْ، فَلَمْ يُرْضِ، فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ حَسَّانُ: قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَى هَذَا الْأَسَدِ الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ! ثُمَّ أَدْلَعَ لِسَانَهُ فَجَعَلَ يُحَرِّكُهُ، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَفْرِيَنَّهُمْ بِلِسَانِي


١٥٦ - قوله: (ائذن لي في أبي سفيان) أي في هجائه والمراد به أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وهو ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان شاعرًا يهجوا النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين ويقع فيهم ويؤذيهم ببسط لسانه (كيف بقرابتي منه؟ ) لأنهما يجتمعان في عبد المطلب جد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان الهجاء في ذلك الزمان يدور حول مثالب الرهط والقبيلة (لأسلنك) أي لأخرجنك، ومنه سل السيف وهو إخراجه من الغمد (كما تسل الشعرة من الخمير) أي من العجين، والشعرة إذا سلت من العجين لا يتعلق بها شيء من العجين، فكذلك أخرجك منهم بحيث لا يتعلق بك شيء من هجوهم. (وإن سنام المجد) من سنام البعير، وهو أعلى شيء في ظهره، فأراد به أعلى مراتب المجد (بنو بنت مخزوم) بنت مخزوم هي فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم زوجة عبد المطلب بن هاشم، وبنوها هم عبد الله والد النبي - صلى الله عليه وسلم - والزبير وأبو طالب أبناء عبد المطلب (ووالدك العبد) مبتدأ وخبر، وأراد بالوالد جده من جهة الأم، لأنه ذكره في مقابل مخزوم، وهم أجداد بعض أبناء عبد المطلب من جهة الأم، وإنما قال عنه إنه عبد لأن أم أبي سفيان بن الحارث هي سمية بنت موهب، وموهب غلام لبني عبد مناف، ثم بعد هذا البيت بيت آخر يحسن ذكره، ويتم المراد به وهو:
ومن ولدت أبناء زهرة منهم ... كرام، ولم يقرب عجائزك المجد
والذين هم من سلالة أبناء زهرة من جهة الأم هم كرام، وهم حمزة والمقوم وحجل، أبناء عبد المطلب، لأن أمهم هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة، وكذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأن أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، وأراد بعجائز المخاطب، وهو أبو سفيان بن الحارث، أمه سمية بنت موهب المذكورة، وأم أبيه الحارث صفية بنت جندب بن حجير من بني عامر بن صعصعة، وأمهات هاتين الأمين.
١٥٧ - قوله: (من رشق بالنبل) أي من رمي بها (الضارب بذنبه) أي الذي يحرك ذنبه يمينًا وشمالًا، ويضرب به جنبيه، شبه نفسه بالأسد في البطش والانتقام، وشبه لسانه بذنب الأسد في قوة تحريكه، ولذلك أدلع لسانه، أي أخرجه عن الفم، فضرب به صدره، ثم ضرب به أرنبة أنفه (لأفرينهم) أي لأمزقن أعراضهم وأقطعها كما يقطع=

<<  <  ج: ص:  >  >>