٢ - هذا الحديث بظاهره يعارض الحديث السابق في وقت الكتابة، وقد تكلف الشراح في الجمع بينهما بأنواع من التكلف فقيل: هذه كتابة غير الكتابة المذكورة في الحديث السابق، وقيل: العطف بثم في الحديث السابق في قوله: "ثم يرسل الملك ... إلخ ليس للترتيب الزمني، وإنما هو لمجرد ترتيب البيان، وقيل غير ذلك، وقيل: يحتمل أن يكون ذلك من تصرف الرواة برواياتهم بالمعنى الذي يفهمونه، ويؤيد هذا أن الإمام البخاري رحمه الله أعرض عن حديث حذيفة بن أسيد هذا، فلم يروه في هذا الباب، وإنما روى حديث ابن مسعود السابق فقط. ٣ - قوله (إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة) هذا يختلف عن الحديث السابق بزيادة يومين أو بنقص ثلاثة أيام، وكلاهما من حديث حذيفة بن أسيد، فهو يدل على عدم ضبط الراوي لمدة هذا الزمان ضبطًا جيدًا، ثم المذكور في هذا الحديث خلق السمع والبصر والجلد واللحم والعظم كلها بعد ثنتين وأربعين ليلة، وهو يخالف الترتيب الذي =