٥١ - قوله: (البحيرة) فعيلة بمعنى مفعولة، وهي التي بحرت أذنها، أي خرمت، قيل: هي من الشاة خاصة، إذا ولدت خمسة أبطن بحروا أذنها، أي شقوها، وتركت، فلا يمسها أحد، وقيل: بل البحيرة الناقة كذلك، وقال ابن إسحاق: البحيرة بنت السائبة، والسائبة هي الناقة إذا تابعت بين عشر إناث، ليس بينهن ذكر، سيبت، فلم يركب ظهرها، ولم يجز وبرها، ولم يشرب لبنها إلَّا ضيف، فما نتجت بعد ذلك من أنثى شقت أذنها، ثم خلي سبيلها مع أمها، فلم يركب ظهرها، ولم يجز وبرها، ولم يشرب لبنها إلَّا ضيف، كما فعل بأمها، فهي البحيرة بنت السائبة (يمنع درها) أي لبنها (للطواغيت) أي للأصنام، فيقدم إليها، ويأخذه سادنها دون غيره من الناس (وأما السائبة) فقيل: كانت من جميع الأنعام، وتكون من النذور للأصنام، فتسيب أي تترك، فلا تحبس عن مرعى ولا عن ماء، ولا يركبها أحد، وقيل: لا تكون إلَّا من الإبل، كان الرجل ينذر إن برىء من مرضه أو قدم من سفره ليسيبن بعيرًا. ذكره ابن حجر عن أبي عبيدة (يسيبونها) أي يتركونها محررة على سبيل النذر لآلهتهم (السيوب) جمع السائبة. ٥٢ - قوله: (سياط) جمع سوط، وهو جلد مقدود مثل الحبل المتين يضرب به، وتقوم مقامه العصي والهراوات، وأصحابها هم الشرطة، ودأبهم حمل السياط والضرب بها في كلّ بلاد العالم (ونساء كاسيات عاريات) أي يكسون الثياب ويكن مع ذلك عاريات، وقد ظهرن في هذا الزمان في كثير من البلاد، فهن يغطين بعض الجسد ويكشفن بعضًا آخر مما يجب تغطيته عند كلّ أحد، ثم الذي يغطينه إنما يغطينه بحيث تظهر آثاره مع مزيد من الزينة، فهن عاريات على رغم كونهن كاسيات (مميلات) غير أزواجهن إلى أنفسهن بما يظهرن من أنواع الزينة (مائلات) إليهم بسبب ما في أنفسهن من دواعي الفسق والفجور (كأسنمة) جمع سنام، وهو ما يعلو من ظهر البعير (البخت) بضم فسكون: إبل تنتج من بين عربية وفالج، والفالج البعير ذو السنامين أكبر من العربي، والبختي يكون أكبر منهما (المائلة) صفة للأسنمة =