للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٠٠٠) حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَحَسَنٌ الْحُلْوَانِيُّ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: عَبْدٌ، أَخْبَرَنِي وَقَالَ الْآخَرَانِ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، (وَهُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ)، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: إِنَّ الْبَحِيرَةَ الَّتِي يُمْنَعُ دَرُّهَا لِلطَّوَاغِيتِ، فَلَا يَحْلُبُهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، وَأَمَّا السَّائِبَةُ الَّتِي كَانُوا يُسَيِّبُونَهَا لِآلِهَتِهِمْ، فَلَا يُحْمَلُ عَلَيْهَا شَيْءٌ. وَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ عَامِرٍ الْخُزَاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السُّيُوبَ.»

(٢١٢٨) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا.»


= خزاعة مضريون وليسوا بيمانيين (يجر قصبه) بضم القاف وسكون الصاد، أي أمعاءه. وكان ابن لحي أول من أحدث في العرب عبادة الأصنام، وشرع لها تقديم النذور والأنعام، كما في الحديث التالي، وكان قد نشأ على أمر عظيم من المعروف والصدقة والحرص على أمور الدين، فأحبه الناس، ودانوا له، ظنًّا منهم أنه من أكابر العلماء وأفاضل الأولياء، ثم إنه سافر إلى الشام، فرآهم يعبدون الأوثان، فاستحسن ذلك وظنه حقًّا، لأنَّ الشام محل الرسل والكتب، فقدم معه بهبل، وجعله في جوف الكعبة، ودعا أهل مكة إلى الشرك بالله فأجابوه، ثم لَمْ يلبث أهل الحجاز أن تبعوا أهل مكة، لأنهم ولاة البيت وأهل الحرم، وكان لابن لحي رئيّ من الجن، فأخبره أن أصنام قوم نوح - ودًّا وسواعًا ويغوث ويعوق ونسرا - مدفونة بجدة، فأتاها، فاستثارها، ثم أوردها إلى تهامة، فلما جاء الحجُّ دفعها إلى القبائل، فذهبت بها إلى أوطانها وعبدتها، وقد أحدث ابن لحي لعبادتها أنواعًا من الطقوس والتقاليد، واتبعه الناس في كلّ ذلك؛ لأنهم كانوا يظنون أن ما أحدثه بدعة حسنة، وليس بتغيير لدين إبراهيم.
٥١ - قوله: (البحيرة) فعيلة بمعنى مفعولة، وهي التي بحرت أذنها، أي خرمت، قيل: هي من الشاة خاصة، إذا ولدت خمسة أبطن بحروا أذنها، أي شقوها، وتركت، فلا يمسها أحد، وقيل: بل البحيرة الناقة كذلك، وقال ابن إسحاق: البحيرة بنت السائبة، والسائبة هي الناقة إذا تابعت بين عشر إناث، ليس بينهن ذكر، سيبت، فلم يركب ظهرها، ولم يجز وبرها، ولم يشرب لبنها إلَّا ضيف، فما نتجت بعد ذلك من أنثى شقت أذنها، ثم خلي سبيلها مع أمها، فلم يركب ظهرها، ولم يجز وبرها، ولم يشرب لبنها إلَّا ضيف، كما فعل بأمها، فهي البحيرة بنت السائبة (يمنع درها) أي لبنها (للطواغيت) أي للأصنام، فيقدم إليها، ويأخذه سادنها دون غيره من الناس (وأما السائبة) فقيل: كانت من جميع الأنعام، وتكون من النذور للأصنام، فتسيب أي تترك، فلا تحبس عن مرعى ولا عن ماء، ولا يركبها أحد، وقيل: لا تكون إلَّا من الإبل، كان الرجل ينذر إن برىء من مرضه أو قدم من سفره ليسيبن بعيرًا. ذكره ابن حجر عن أبي عبيدة (يسيبونها) أي يتركونها محررة على سبيل النذر لآلهتهم (السيوب) جمع السائبة.
٥٢ - قوله: (سياط) جمع سوط، وهو جلد مقدود مثل الحبل المتين يضرب به، وتقوم مقامه العصي والهراوات، وأصحابها هم الشرطة، ودأبهم حمل السياط والضرب بها في كلّ بلاد العالم (ونساء كاسيات عاريات) أي يكسون الثياب ويكن مع ذلك عاريات، وقد ظهرن في هذا الزمان في كثير من البلاد، فهن يغطين بعض الجسد ويكشفن بعضًا آخر مما يجب تغطيته عند كلّ أحد، ثم الذي يغطينه إنما يغطينه بحيث تظهر آثاره مع مزيد من الزينة، فهن عاريات على رغم كونهن كاسيات (مميلات) غير أزواجهن إلى أنفسهن بما يظهرن من أنواع الزينة (مائلات) إليهم بسبب ما في أنفسهن من دواعي الفسق والفجور (كأسنمة) جمع سنام، وهو ما يعلو من ظهر البعير (البخت) بضم فسكون: إبل تنتج من بين عربية وفالج، والفالج البعير ذو السنامين أكبر من العربي، والبختي يكون أكبر منهما (المائلة) صفة للأسنمة =

<<  <  ج: ص:  >  >>