٤٩ - قوله: (فذكر الناقة) أي ناقة صالح عليه السلام، وكان قومه ثمود قد طلبوا منه أن يخرج الله له ناقة من صخرة، وتعنتوا في وصفها، فأخرجها الله لهم بالصفة المطلوبة، وقال لهم صالح عليه السلام: {هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ} [هود: ٦٤]، وقرر لها شرب يوم ولثمود شرب يوم، فكانت تشرب في يومها جميع الماء، حتى ضاق بهم الأمر، فانتدب تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وباشر أحدهم بعقرها، وقد سموه قدار بن سالف ({إِذِ انْبَعَثَ}) أي قام وانتدب لامتثال أمر أصحابه (عزيز) أي قليل المثل (عارم) أي صعب على من يرومه، كثير الشهامة والشر (منيع) أي قوي ذو منعة، أي رهط يمنعونه من الضيم (مثل أبي زمعة) هو الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى (يجلد) من الجلد وهو الضرب بالسوط، ويراد به أيضًا الضرب بما يشابهه (جلد الأمة) فيه إشارة إلى جواز ضرب المرأة ضربًا خفيفًا بحيث لا يصل إلى ضرب العبد أو الأمة (ولعله يضاجعها) أي يجامعها، أي إن وقوع الأمرين: الضرب ثم الجماع بعيد عن العاقل، لأنَّ المجامعة والمضاجعة إنما تستحسن مع ميل النفس والرغبة في العشرة، والمجلود ينفر ممن جلده (الضرطة) هي الهواء يخرج من الدبر مع الصوت. ٥٠ - قوله: (ابن قمعة) بفتح القاف والميم بعدها مهملة خفيفة، ويقال: بكسر القاف وتشديد الميم (خندف) بكسر فسكون فكسر بوزن زبرج، لقب امرأة إلياس بن مضر، واسمها ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وكان له منها ثلاثة أولاد عمرو وعامر وعمير، وكان إلياس في نجعة فنفرت إبله من أرنب فخرج إليها عمرو فأدركها، وخرج عامر فتصيدها وطبخها، وانقمع عمير في الخباء، وخرجت أمهم تسرع، فقال لها إلياس: أين تخندفين؟ فقالت: ما زلت أخندف في أثركم، فلقبوا مدركة وطابخة وقمعة وخندفا، وإنما ينسب هؤلاء إلى أمهم خندف لأنَّ زوجها إلياس لما مات حزنت عليه حزنًا شديدًا، وهجرت أهلها ودارها، وساحت في الأرض حتى ماتت، فكان من رأى أولادها الصغار يقول: من هؤلاء؟ فيقال: بنو خندف، إشارة إلى أنَّها ضيعتهم (أبا بني كعب) أي بني كعب بن عمرو بن لحي، وهم خزاعة، فيكون عمرو بن لحي جدهم الأعلى، وقد استدل بهذا الحديث أن =