للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٠٠٠) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، (يَعْنُونَ ابْنَ مَهْدِيٍّ)، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ «{يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ.»

(٢٨٧٢) حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا بُدَيْلٌ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «إِذَا خَرَجَتْ رُوحُ الْمُؤْمِنِ تَلَقَّاهَا مَلَكَانِ يُصْعِدَانِهَا. قَالَ حَمَّادٌ: فَذَكَرَ مِنْ طِيبِ رِيحِهَا، وَذَكَرَ الْمِسْكَ. قَالَ: وَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ: رُوحٌ طَيِّبَةٌ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ الْأَرْضِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكِ وَعَلَى جَسَدٍ كُنْتِ تَعْمُرِينَهُ. فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ

وَجَلَّ، ثُمَّ يَقُولُ: انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى آخِرِ الْأَجَلِ. قَالَ: وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا خَرَجَتْ رُوحُهُ. قَالَ حَمَّادٌ: وَذَكَرَ مِنْ نَتْنِهَا، وَذَكَرَ لَعْنًا. وَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ: رُوحٌ خَبِيثَةٌ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ الْأَرْضِ. قَالَ: فَيُقَالُ: انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى آخِرِ الْأَجَلِ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَرَدَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَيْطَةً كَانَتْ عَلَيْهِ عَلَى أَنْفِهِ هَكَذَا.»

(٢٨٧٣) حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عُمَرَ بْنِ سَلِيطٍ الْهُذَلِيُّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: قَالَ أَنَسٌ: كُنْتُ مَعَ عُمَرَ. (ح) وَحَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، (وَاللَّفْظُ لَهُ). حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كُنَّا مَعَ عُمَرَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَتَرَاءَيْنَا الْهِلَالَ، وَكُنْتُ رَجُلًا حَدِيدَ الْبَصَرِ، فَرَأَيْتُهُ وَلَيْسَ أَحَدٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَآهُ غَيْرِي. قَالَ: فَجَعَلْتُ أَقُولُ لِعُمَرَ: أَمَا تَرَاهُ؟ فَجَعَلَ لَا يَرَاهُ قَالَ: يَقُولُ عُمَرُ: سَأَرَاهُ وَأَنَا مُسْتَلْقٍ عَلَى فِرَاشِي. ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا


٧٥ - قوله: (يصعدانها) أي إلى السماء (فذكر من طيب ريحها وذكر المسك) يعني أن حمادًا لَمْ يضبط اللفظ الذي رواه بديل، إلَّا أنه يذكر أن بديلًا ذكر طيب ريح المؤمن، وذكر المسك، إما تشبيهًا لريحها بالمسك أو تفضيلًا لطيبها عليه أو لنحو من ذلك (كنت تعمرينه) أي تسكنينه (إلى آخر الأجل) أي إلى عليين الذي هو مأوى أرواح المؤمنين إلى يوم القيامة (وذكر من نتنها) أي عفونتها وخبث ريحها (وذكر لعنا) أي تلعنها الملائكة الذين يتلقونها أو نحو ذلك، ولم يضبط حماد هنا أيضًا ما رواه بديل (إلى آخر الأجل) أي إلى سجين حيث تحبس أرواح الكفار (فرد ... ريطة ... على أنفه) الريطة بفتح فسكون: الثوب الرقيق، وقيل: هي الملاءة، وردها على الأنف بيانًا لنتن ريح الكافر، كأنه يجد نتنها الآن.
٧٦ - قوله: (حديد البصر) أي قوي البصر ونافذه (مصارع أهل بدر) أي مواضع قتلهم وسقوطهم، والمصارع جمع مصرع. وهو الموضع الذي يخر فيه القتيل عندما يقتل (بالأمس) أي قبل يوم من وقعة بدر (ما أخطؤا الحدود) أي ما جاوزوها إلى مكان آخر (هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقًّا؟ ) أي من الخزي والنكال في الدنيا والعذاب بعد الموت (فإني قد وجدت ما وعدني الله حقًّا) من العز والكرامة والغلبة عليكم (ما أنتم بأسمع لِما أقول منهم) أي إن سماعهم لقولي أقوى من سماعكم له، وكان ذلك على سبيل خرق العادة من الله لأنَّ الموتى لا يسمعون من أصوات هذه الدنيا إلَّا ما أسمعهم الله. قال تعالى: {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [الروم: ٥٢] وقال: {إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [فاطر: ٢٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>