٧٥ - قوله: (قد مات كسرى) وفي رواية البخاري: "إذا هلك كسرى" وهو المراد، ففيه تعبير عن المستقبل بالماضي تحققًا لوقوعه، وكسرى لقب كل من ملك الفرس، وقيصر لقب كل من ملك الروم، وقد وقع ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ هلك كسرى بخروج ملكه عن يده إلى المسلمين، وبقتله على أيديهم، فلم يعد إليه ولا إلى ذريته وقومه ملكهم، وهلك قيصر بخروج الشام عن يده، فلم تعد إلى ذريته وقومه، ثم بخروج الروم والقسطنطينية عن يده، فلم تعد إلى ذريته وقومه. ٧٦ - قوله: (وقيصر ليهلكن) التعبير بصيغة المستقبل بعد التعبير عن هلاك كسرى بصيغة الماضي يشير إلى أن هلاك قيصر يتأخر زمانًا عن هلاك كسرى، قالوا: وسببه أن قيصر لما جاءه كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قبله، وكاد يسلم، وكسرى لما جاءه كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مزقه، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يمزق ملكه كل ممزق، فكان كذلك.