للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢٩١٧) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُهْلِكُ أُمَّتِي هَذَا الْحَيُّ مِنْ قُرَيْشٍ. قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: لَوْ أَنَّ النَّاسَ اعْتَزَلُوهُمْ.»

(٠٠٠) وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ النَّوْفَلِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ فِي مَعْنَاهُ.

(٢٩١٨) حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ (وَاللَّفْظُ لِابْنِ أَبِي عُمَرَ)، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ مَاتَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى

بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ.»

(٠٠٠) وَحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ. (ح) وَحَدَّثَنِي ابْنُ رَافِعٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، كِلَاهُمَا عَنِ الزُّهْرِيِّ بِإِسْنَادِ سُفْيَانَ وَمَعْنَى حَدِيثِهِ.

(٠٠٠) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلَكَ كِسْرَى، ثُمَّ لَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ، وَقَيْصَرُ لَيَهْلِكَنَّ، ثُمَّ لَا يَكُونُ قَيْصَرُ بَعْدَهُ، وَلَتُقْسَمَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ.»


٧٤ - قوله: (يهلك أمتي هذا الحي من قريش) قد سببت قريش في إهلاك الأمة دينيًّا ودنيويًّا أكثر من مرة، آخره أنهم خرجوا على خليفة المسلمين في مكة والمدينة والحجاز والبلاد العربية، وساندوا أعداء المسلمين حتى احتلوا كثيرًا من البلاد الإسلامية، وزرعوا فيه الفساد المستشري، وسفكوا دماء لا تقدر، وحولوا فلسطين إلى بلد يهودي، وسببوا في إلغاء الخلافة إلى غير ذلك مما هو معلوم لكل أحد (لو أن الناس اعتزلوهم) يفيد أنهم إذا فسدوا فالسبيل هو الابتعاد عنهم، وإبعادهم عن الحكم والخلافة، وكان المسلمون قد اعتزلوهم بعد أن تكبدوا خسائر فادحة، وتقلد الخلافة آخرون، ولكن قريشًا بقوا في الحكم في بعض الأماكن فجاءوا بالفساد الجديد الذي أشرنا إليه، وقد أفاد الحديث أن الاعتزال عنهم كان هو الحق.
٧٥ - قوله: (قد مات كسرى) وفي رواية البخاري: "إذا هلك كسرى" وهو المراد، ففيه تعبير عن المستقبل بالماضي تحققًا لوقوعه، وكسرى لقب كل من ملك الفرس، وقيصر لقب كل من ملك الروم، وقد وقع ما أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ هلك كسرى بخروج ملكه عن يده إلى المسلمين، وبقتله على أيديهم، فلم يعد إليه ولا إلى ذريته وقومه ملكهم، وهلك قيصر بخروج الشام عن يده، فلم تعد إلى ذريته وقومه، ثم بخروج الروم والقسطنطينية عن يده، فلم تعد إلى ذريته وقومه.
٧٦ - قوله: (وقيصر ليهلكن) التعبير بصيغة المستقبل بعد التعبير عن هلاك كسرى بصيغة الماضي يشير إلى أن هلاك قيصر يتأخر زمانًا عن هلاك كسرى، قالوا: وسببه أن قيصر لما جاءه كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قبله، وكاد يسلم، وكسرى لما جاءه كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - مزقه، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يمزق ملكه كل ممزق، فكان كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>