(٢٩٢٠) الوصف المذكور في هذا الحديث يصدق على مدينة قسطنطينية (من بني إسحاق) قيل: هذا وهم من بعض الرواة، لأنه - صلى الله عليه وسلم - أراد بهم العرب، وهم بنو إسماعيل، وليسوا ببني إسحاق، أقول: بل هو صحيح، لأنه أراد بهم أهل الشام، ومعظمهم من بني إسحاق، وقليل منهم من غيرهم، فعبر عنهم ببني إسحاق تغليبًا، وقد كان لإسحاق عليه السلام ولد أكبر من يعقوب اسمه العيص، نشأت ذريته في الشام وغير الشام، وقد أسلموا حين دخل المسلمون في بلادهم وافتتحوها. والله أعلم (فيفرج لهم) أي فيكشف لهم ويفر العدو، والفتح المذكور في هذا الحديث غير الفتح الذي افتتحه محمد الفاتح العثماني، فإنه افتتح هذه المدينة بعد الحصار الطويل والحروب الشديدة والتدابير الغريبة النادرة، وهذا الفتح المذكور في هذا الحديث إنما يحصل بهتاف التكبير دون القتال، ويحصل قرب خروج الدجال جدًّا، والسر في فتحها بالتكبير أن المسلمين يغزونها بعد الملحمة الكبرى التي تقع بالأعماق أو بدابق، وقد تقدم ما يقع فيها من القتل الذريع في العدو بحيث يطير الطائر بجنباتهم فلا يجاوزهم حتى غير ميتًا، فيداخلهم لأجل ذلك رعب شديد، حتى إنهم حين يسمعون بقدوم المسلمين إلى هذه المدينة لا يتمالكون أنفسهم، ولا يجترؤن على القتال، بل يلوذون بالفرار بمجرد قدوم المسلمين. ولله الحمد.