١١٠ - قوله: (فخفض فيه ورفع) أي بين من شأنه ما هو خافض حقير، وما هو رفيع جليل كبير (غير الدجال أخوفني عليكم) أي أخوف عندي عليكم، أو أخوف ما أخافه عليكم، أضيف أفعل التفضيل إلى ياء المتكلم مع نون الوقاية، وهذا قليل في كلام العرب (فأنا حجيجه) أي خصمه الذي يحاجه ويقيم عليه الحجة (قطط) بفتحتين، أي جعد ملتوي الشعر، شديد الجعودة والالتواء (كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن) وهو رجل من خزاعة مات في الجاهلية (إنه خارج خلة بين الشام والعراق) خلة بفتح الخاء وتشديد اللام، أي طريقًا بينهما، والخلة موضع حزن وصخور (فعاث) بتنوين الثاء المثلثة على أنه اسم فاعل من عثا يعثو، وقيل: بفتح الثاء على أنه فعل ماض من عاث يعيث، ومعناهما واحد، وهو الإسراع والشدة في الفساد (اقدروا له قدره) بأن تصلوا في قدر كل يوم وليلة - وهو أربع وعشرون ساعة - خمس صلوات، فتجتمع في ذلك اليوم الواحد صلاة سنة كاملة، ومعناه أن امتداد ذلك اليوم إلى هذا القدر من الطول يكون حقيقيًّا، وليس أن الناس يظنونه كذلك لأجل ما هم فيه من الهم والغم لأجل المصيبة والفساد، وعليه يقاس اليوم الذي يكون كشهر ويكون كجمعة، فيصلى فيه صلاة شهر وصلاة أسبوع، ويستنبط منه أن الإنسان لو وصل إلى أحد القطبين الشمالي أو الجنوبي حيث يمتد النهار لستة أشهر ثم الليل كذلك فإنه يصلي صلوات ستة أشهر في النهار، وستة أشهر في الليل، ويمكن هناك تعيين نقطة لبداية كل يوم بحيث إذا وصلت إليها الشمس يبدأ يوم جديد، لأن الشمس تدور هناك دورة أفقية مثل الرحى، وتتم دورة كاملة حول السماء في أفقها خلال كل أربع وعشرين ساعة (استدبرته الريح) أي جاءته الريح من خلفه (فتروح) أي ترجع مساء (سارحتهم) أي مواشيهم (ذرى) جمع ذروة=