للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضُرُوعًا، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ، فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَكِ، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جِزْلَتَيْنِ، رَمْيَةَ الْغَرَضِ، ثُمَّ يَدْعُوهُ

فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفْسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللهُ مِنْهُ، فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللهُ إِلَى عِيسَى: إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ. وَيَبْعَثُ اللهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ: لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ. وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللهِ، فَيُرْسِلُ اللهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا


= بالضم والكسر، وهي السنام (وأسبغه) أي أكمله (ضروعًا) جمع ضرع، وهو من الحيوان بمنزلة الثدي من المرأة (وأمده) أي أطوله أو أوسعه (خواصر) جمع خاصرة، وهي أطراف البطن (ممحلين) بصيغة اسم الفاعل، أي مصابين بالقحط والجدب، يقال: أمحل البلد، إذا أجدب (بالخربة) بفتح الخاء وكسر الراء، هي الأرض الغير معمورة (كيعاسيب النحل) يعاسيب جمع يعسوب، وهو ذكر النحل وأميرها، والنحل تطير جنودًا مجندة وراء أميرها وتذهب حيث ذهب، فكأنه قال: كما تتبع النحل يعاسيبها (فيقطعه جزلتين) بفتح الجيم وكسرها والزاء ساكنة، أي قطعتين (رمية الغرض) أي يجعل بين الجزلتين مقدار ما بين مكان رمية السهم وبين الهدف (عند المنارة البيضاء شرقي دمشق) هذه المنارة موجودة اليوم (بين مهرودتين) بالدال المهملة، وقيل: بالذال المعجمة، أي بين ثوبين مصبوغين بورس ثم بزعفران أي لابس مهرودتين (تحدر) أي نزل قطرة بعد قطرة (جمان كاللؤلؤ) الجمان حبات مصنوعة من الفضة على هيئة اللؤلؤ الكبار، والمراد يتحدر منه الماء أو العرق على هيئة اللؤلؤ في الحسن والصفاء (فلا يحل) أي لا يمكن ولا يقع (فيطلبه) أي فيطلب عيسى ابن مريم الدجال (بباب لد) بضم اللام وتشديد الدال، اسم قرية في فلسطين بين القدس وتل أبيب، وهي إلى تل أبيب أقرب، تقع على بعد حوالي خمسة كيلومترات شرق الرملة، وهي اليوم مطار تل أبيب عاصمة إسرائيل الغاصب (فيمسح عن وجوههم) أي يرحمهم ويواسيهم ويتلطف بهم (لا يدان لأحد بقتالهم) أي لا قدرة ولا طاقة لأحد بقتالهم (فحرز عبادي) أي ضمهم واجمعهم إلى الطور، واجعله لهم حرزًا و (الطور) جبل معروف في سينا (وهم من كل حدب) حدب بفتحتين أي من كل أكمة وموضع مرتفع (ينسلون) أي يَعْدُون ويزفون، يعني يمشون مسرعين (فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه) أي إلى الله سبحانه وتعالى فيتضرعون إليه ويدعونه ليرفع عنهم هذا البلاء الذي ظهر في صورة يأجوج ومأجوج (النغف) بفتحتين دود يكون في أنوف الإبل والغنم، والواحدة نغفة (فرسى) أي قتلى، واحده فريس مثل قتلى وقتيل وزنا ومعنى، أي يموتون كلهم كموت نفس واحدة (زهمهم) أي دسمهم ورائحتهم الكريهة المنتنة (كأعناق البخت) بضم الباء وسكون الخاء، أي كأعناق الإبل=

<<  <  ج: ص:  >  >>