(في مسجد الجامع) أي بالبصرة، ومسجد الجامع من إضافة الموصوف إلى الصفة، وجوزه الكوفيون بغير تقدير، وقال البصريون: يقدر في كل مكان ما هو مناسب له، فيكون التقدير هنا: مسجد المكان الجامع (انظر أيها الفتى كيف تحدث، فإنى أحد الركب تلك الليلة) ظاهر هذا يشعر بأنه وهم في بيان بعض التفاصيل، ويؤكد هذا ما يأتي من حديث عمران بن حصين، فإنه يختلف عن هذا في كثير من التفاصيل، والظاهر أن الذي ذكره عمران بن حصين قصة أخرى غير القصة المذكورة في هذا الحديث (كما حفظته) ضبط "حفظته" بضم التاء وفتحها، أي بصيغة المتكلم، وبصيغة الخطاب، وكلاهما متجه. ٣١٢ - قوله: (فأدلجنا ليلتنا) أي سرنا من أول الليل، وقطعنا الليل كله تقريبًا في السير، والإدلاج من باب الإفعال: السير من أول الليل، فإذا كان بتشديد الدال من باب الافتعال فمعناه السير من آخر الليل، والمراد هنا المعنى الأول. (في وجه الصبح) أي قريبًا من الصبح (عرسنا) من التعريس، وهو نزول القوم في السفر من آخر الليل يقعون فيه وقعة للاستراحة ثم يرتحلون (بزغت الشمس) أي طلعت (حتى إذا ابيضت الشمس نزل فصلى) وفي الحديث السابق "حتى إذا ارتفعت الشمس نزل" وهذا يفيد أن النائم أو الناسي لو استيقظ أو ذكر في وقت المنع فإنه يؤخر الصلاة حتى يخرج وقت المنع، إلا العصر، فإنه يصليها في وقت المنع لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من أدرك ركعة من العصر قبل =