٣١١ - قوله: (حتى إذا كنا بذات الرقاع) يفيد هذا التعبير أن ذات الرقاع اسم للمكان الذي وقعت فيه الغزوة (شجرة ظليلة) أي كثيرة الظل (فجاء رجل من المشركين) اسمه غورث (بوزن جعفر) بن الحارث، وقيل: دعثور، وقيل: غويرث (فاخترطه) أي سله من غمده، وهو غلافه (فتهدده أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأغمد السيف وعلقه) فيه نوع من الاختصار مع التقديم والتأخير. ففي صحيح البخاري: قال جابر فنمنا نومة فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعونا فجئناه فإذا عنده أعرابي جالس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم فاستيقظت، وهو في يده صلتا، فقال لي: من يمنعك مني؟ قلت له: الله، فها هو ذا جالس، ثم لم يعاقبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وفي رواية له بعد قوله: "قلت: الله" "فشام السيف" أي أغمده. وفي هذه القصة فرط شجاعته - صلى الله عليه وسلم - وقوة يقينه، وصبره على الأذى، وحلمه عن الجهال. وفي الحديث جواز صلاة المفترض خلف المتنفل. لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان قد سلم بعد ركعتين. روى ذلك جابر رضي الله عنه عند النسائي وابن خزيمة والدارقطني والبيهقي، ورواه أيضًا أبو بكرة رضي الله عنه عند أبي داود والنسائي وابن حبان وغيرهم.