( ... ) قوله: (عسفان) بوزن عثمان، بلدة عامرة تقع شمال مكة على بعد ثمانين كيلومترًا منها على طريق المدينة، وهذا يخالف ما تقدم من أنه - صلى الله عليه وسلم - أفطر بكديد، وقد يجمع بأن كديدًا من أعمال عسفان فنسب إلى عسفان على سبيل التوسع وإلى كديد على سبيل التحديد، ولكن سيأتي أنه أفطر بكراع الغميم، وهو أمام عسفان إلى جهة الجنوب، وكديد إلى جهة الشمال من عسفان، ويمكن الجمع بينهما بأن يقال إنه أفطر بكديد، ولكنه لم يؤكد للناس أن يفطروا، فصام بعضهم وأفطر بعضهم حتى جاوز عسفان، فعلم أن الصائمين وقعوا في مشقة فدعا بماء وشربه على مشهد من الناس حتى يروه فيتبعوه، وحينئذ أكد لهم الإفطار وعزمه عليهم لوقوعهم في المشقة، ولقربهم من العدو. ويؤيد هذا الجمع حديث أبي سعيد الآتي بعد هذا الباب برقم ١٠٢ (١١٢٠) وحيث إن ذلك كان بين عسفان وكراع الغميم فنسبه ابن عباس إلى عسفان، ونسبه جابر إلى كراع الغميم. قوله: (ثم أفطر حتى دخل مكة) أي بقي مفطرًا، ولم يصم. ٨٩ - قوله: (لا تعب) نهي من العيب. ٩٠ - قوله: (كراع الغميم) الكراع بضم الكاف، جانب مستطيل منخفض من الحرة أو الجبل، يسمى بالكراع تشبيهًا له بكراع الغنم، وهو ما دون الركبة من الساق، والغميم بالفتح: اسم واد أمام عسفان على بعد ستة عشر كيلومترًا منها إلى مكة، يتصل به جانب حرة ضجنان ممتدًّا شمالًا غربيًّا، فسمي بكراع الغميم (أولئك العصاة) نسب الصائمين إلى العصيان لأنه أكد لهم الإفطار، وعزمه عليهم، لرفع المشقة ولقربهم من العدو، ورفع لهم قدح الماء =