١٦ - قوله: (فقال: سمعته) أي فقال جابر: سمعته (ثم انتهى) أي ثم توقف أبو الزبير، فلم يصرح بعد قوله: سمعته، بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، بل قال: "أراه" أي أظن جابرًا أنه يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد قوله: سمعته، وحاصله: أن أبا الزبير لم يحفظ أن جابرًا قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -. أو قال: سمعت أحدًا من الصحابة، إلا أن غالب ظنه أنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا يدل على غاية الاحتياط من أبي الزبير في رواية الحديث. وقوله: "أراه" بضم الهمزة، بمعنى أظنه. والظن في باب الرواية يتنزل منزلة اليقين، فليس ذلك قادحًا في رفع الحديث، على أنه لو لم يصرح برفعه لا يقينًا ولا ظنًّا لكان منزلا منزلة المرفوع، لأن هذا لا يقال من قبل الرأي، وإنما يؤخذ توقيفًا من الشارع. لاسيما وقد ضمه جابر =